Page 103 - merit 50

‫تجديد الخطاب ‪1 0 1‬‬

‫أسماء زكي‬

‫لجنة عثمان بن ع َّفان‬
‫لجمع المصحف‬

‫والقراءات العشر‬

‫عدد المصاحف‬ ‫أعضاء اللجنة عند مجرد نسخ‬ ‫في مقال سابق كيف‬ ‫استعرضتُ‬
‫القرآن الذي جمعه «زيد بن ثابت»‬ ‫تم جمع القرآن في عهد‬
‫اختلف القدماء في عدد المصاحف‬ ‫الخليفة عثمان بن عفان‪،‬‬
‫التي تم نسخها وإرسالها إلى‬ ‫وقت خلافة أبي بكر؟ أم امتد‬ ‫وأعضاء اللجنة الذين قام‬
‫دورهم لما بعد ذلك من إرسال‬ ‫هو باختيارهم والمنهج‬
‫الأمصار‪ ،‬فمنهم من قال ثمانية مثل‬ ‫للمصاحف المنسوخة للأمصار‬ ‫الذي وضعه لهم لنسخ‬
‫ابن الجزري (‪833 /1429‬هـ)‪،‬‬ ‫المختلفة وتعليم أهلها قراءة القرآن‪،‬‬
‫ومن ثم القراءات التي نقرأ عليها‬ ‫المصاحف التي قاموا‬
‫الذي يرى أن عثمان قام بتوزيعها‬ ‫بإرسالها للأمصار‪.‬‬
‫على النحو الآتي‪ :‬مصحف للبصرة‪،‬‬ ‫القرآن اليوم؟‬ ‫وكانت هذه اللجنة‬
‫للتعامل مع هذا السؤال يلزمني‬ ‫مكونة من زيد بن ثابت‬
‫ومصحف إلى الكوفة‪ ،‬ومصحف‬ ‫أو ًل أن أستعرض من هم أصحاب‬ ‫الأنصاري (ت‪665‬م‪45 /‬هـ)‬
‫إلى الشام‪ ،‬وترك مصح ًفا بالمدينة‪،‬‬ ‫القراءات العشر التي تم اختيارهم‬ ‫رئي ًسا لها‪ ،‬وعضوية كل من عبد‬
‫وأمسك لنفسه مصح ًفا الذي يقال‬ ‫من قبل القدماء على أنها القراءات‬ ‫الله بن الزبير (ت‪692‬م‪73 /‬هـ)‪،‬‬
‫له المصحف الإمام‪ ،‬ووجه بمصحف‬ ‫الأكثر توات ًرا‪ ،‬فمن هم أصحاب هذه‬ ‫سعيد بن العاص (ت‪679‬م‪/‬‬
‫القراءات‪ ،‬وعن من أخذوا قراءاتهم‪،‬‬ ‫‪59‬هـ)‪ ،‬وعبد الرحمن بن الحارث‬
‫إلى مكة‪ ،‬ومصحف إلى اليمن‪،‬‬ ‫وهل هناك صلة بينهم وبين أعضاء‬ ‫(ت‪45 /663‬هـ)‪ .‬وفي هذا المقال‬
‫ومصحف إلى البحرين‪ .‬ويرى أبو‬ ‫اللجنة التي كونها عثمان لنسخ‬ ‫أتناول سؤال‪ :‬هل توقف دور‬
‫عمرو الداني (‪1053‬م‪444 /‬هـ)‬
‫إنها أربع نسخ‪ :‬مصحف للكوفة‪،‬‬ ‫المصاحف؟‬
‫وآخر إلى البصرة‪ ،‬وثالثًا إلى الشام‪،‬‬
‫وترك واح ًدا عنده‪ .‬ويرى ابن حجر‬