Page 142 - merit 50
P. 142

‫العـدد ‪50‬‬                           ‫‪140‬‬

                           ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬                       ‫أغلب الدراسات‬
                                                           ‫التي تناقش فكرة‬
‫ونشر الثقافة‪ ،‬فينعكس هذا والمؤسسات التي تنشأ‬               ‫المجتمع المدني إلى‬         ‫تتجه‬
                                                          ‫تحجيم هذه الفكرة‬
‫علي مؤسسات الدولة بشكل بمبادرات أهلية‪ ،‬من خلال‬             ‫إلي حد غير قليل‪،‬‬
                                                           ‫وتتم مناقشة هذه‬
‫العمل التطوعي‪ ،‬والتي لها‬   ‫إيجابي‪.‬‬
                                                              ‫الفكرة من خلال مفهوم‬
‫لقد أصبح مفهوم المجتمع طابعها الاجتماعي‪ .‬هذه‬             ‫الدولة‪ ،‬باعتبار أن الدولة هى‬
                           ‫المدني من أهم مفردات‬
‫المنظمات تعمل في مجالات‬                                       ‫الأساس والقوة الغالبة‪.‬‬
‫الديمقراطية والإصلاح التي ثقافية واجتماعية واقتصادية‬        ‫ما هي العلاقة القائمة بين‬
‫تتناولها الكتابات والملتقيات وحقوقية متنوعة‪ ،‬وهي في‬       ‫المجتمع المدني والدولة؟ هل‬
                           ‫الفكرية منذ تسعينيات‬            ‫قامت بعض الدول بإرساء‬
‫عملها هذا تحظى باستقلال‬                                      ‫دعائم مؤسسات المجتمع‬
‫القرن العشرين‪ .‬وقد جاء نسبي عن المؤسسات‬                   ‫المدني بفعل عدم قدرتها على‬
‫مفهوم المجتمع المدني مرتب ًطا الرسمية‪ ،‬إلا أن هذا‬          ‫الإيفاء بمتطلبات وحاجيات‬
                           ‫بمفاهيم أخرى‪ ،‬كالحرية‬
‫الاستقلال لا يمنع التنسيق‬                                      ‫الأفراد والمجتمع؟ وهل‬
                           ‫والمشاركة السياسية وحقوق‬      ‫المجتمع المدني يتقاسم الأعباء‬

                           ‫الإنسان والمؤسسات‬               ‫المجتمعية مع الدولة؟ أم أن‬
                                                          ‫هذا الكيان نشأ عن ضرورة‬
                           ‫والقانون‪.‬‬
                                                             ‫ذاتية فرضتها الكثير من‬
                           ‫ويشير مصطلح المجتمع‬           ‫المواقف الاستبدادية في بعض‬
                                                          ‫الدول التي عجزت عن إقامة‬
                           ‫المدني إلى كيانات تطوعية من‬
                                                            ‫ممارسات حقيقية لحقوق‬
                           ‫المنظمات المدنية‪ ،‬والمنظمات‬                     ‫الإنسان‪.‬‬

                           ‫غير الربحية التي لها وجو ٌد‬      ‫لقد وجد مصطلح المجتمع‬
                                ‫في الحياة العامة‪ ،‬والتي‬       ‫المدني روا ًجا في العقود‬
‫د‪.‬سامية سلام‬               ‫ترتكز على اعتبارات أخلاقية‪،‬‬
                                                          ‫الأخيرة على الصعيد العربي‬
‫بين المجتمـــــــــ‬        ‫أو ثقافية‪،‬‬                      ‫والعالمي‪ ،‬لكنه نشأ وارتقي‬

                           ‫أو سياسية‪،‬‬                          ‫بشكل واسع في البيئة‬
                             ‫أو علمية‪،‬‬                         ‫الغربية‪ ،‬وأصبح ُيقدم‬
                                                              ‫على أساس أنه مرجعية‬
                           ‫أو دينية‪،‬‬                            ‫اجتماعية خارج إطار‬
                                                             ‫السلطة‪ .‬وما زال المجتمع‬
                           ‫أو خيرية‪،‬‬                          ‫المدني في الوطن العربي‬
                                                             ‫يحاول التواجد والتفاعل‬
                           ‫تقوم بإنشاء‬                       ‫والنهوض والمقاومة‪ ،‬وما‬
                                                            ‫زالت مؤسساته في حاجة‬
                           ‫كيانها الذاتي‪ ،‬وتصوغ‬           ‫إلى المزيد من الوقت والجهد؛‬
                                                               ‫لتتمكن من رفع الوعي‬
                           ‫مبادئها وأنشطتها‪،‬‬

                           ‫وتضع قوانينها‪ ،‬أو عقدها‬

                           ‫الاجتماعي الخاص بها‬

                           ‫والمميز لها‪ .‬فهي مؤسسات‬

                           ‫ذاتية‪ ،‬وكيانات مستقلة‬

                           ‫التكوين والعمل‪ ،‬تقوم على‬

                           ‫التطوع‪ ،‬والدفاع عن المصالح‬

                           ‫العامة للمجتمع‪ ،‬وممارسة‬

                           ‫الرقابة المجتمعية‪ ،‬أي تقوم‬

                           ‫بدور مكمل لدور الدولة‪.‬‬

                           ‫يعرف المجتمع المدني على‬

                           ‫أنه مجموعة التنظيمات‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147