Page 172 - merit 50
P. 172
والمغرب ،حيث يقدر عدد العـدد 50 170
المنظمات غير الحكومية
فبراير ٢٠٢3 الجمعيات الأهلية العربية
وف ًقا إلى التقرير الذي التي تمثل العمود الفقري
أصدرته الشبكة العربية كتزايد عدد السكان وما
تفترضه تلك التحولات للمجتمع المدني ،نتيجة
للمنظمات الأهلية عام من احتياجات جديدة، متغيرات عديدة سياسية
2003بـ 230ألف منظمة فض ًل عن النمو الحضري
والتحولات الأخرى التي لم واقتصادية واجتماعية
في عام .)9(2002 تواكبها تنمية اقتصادية(.)8 بعضها له سمة عالمية
لكن هذه التحولات لم ثال ًثا :الدور الذي لعبته والأخرى محلية ،ولذلك يمكن
تقتصر على النمو الكمي المؤسسات المالية الدولية تحديد ثلاث مجموعات من
في أعداد المنظمات غير العوامل التي أسهمت في دور
الحكومية ،فقد تجاوز ذلك والذي تجاوز مجرد مؤسسات المجتمع المدني في
إلى تحول كيفي يتعلق الضغط من أجل تطبيق
بأنشطة وفعاليات هذه برامج التحرير الاقتصادي العمل التنموي:
المنظمات ،حيث برز جيل أو ًل :السياسات الاقتصادية
من المنظمات الدفاعية والتكيف الهيكلي ،إلى
التي تقوم بدور تنويري البحث عن فاعلين جدد التي اتبعتها معظم البلدان
ونشط في مجال حقوق غير حكوميين يتم التعامل العربية منذ منتصف
الإنسان والمرأة والطفل معهم .وبالفعل اتجهت
والفئات المهمشة ،إلى جانب هذه المؤسسات إلى التعامل الثمانينيات والتي تمثلت
الاهتمام بمكافحة الفقر بشكل مباشر مع المنظمات في التحرير الاقتصادي،
وتبني منهج جديد للتعامل غير الحكومية بغية سد وتخلي الدولة عن جزء كبير
مع هذه المشكلة ،يستند إلى الفجوة التي تركتها الدولة من الدور المحوري الذي
فكرة التمكين وليس مجرد وإنقاذ ضحايا التحرير كانت تشغله اقتصاد ًّيا
تقديم المساعدات الخيرية. الاقتصادي ،كما لا يفوت واجتماعيًّا .كما كان وراء
كما احتلت قضية مكافحة في هذه النقطة الإشارة ذلك تفاعل الضغوط القادمة
البطالة مكانة أساسية في من المؤسسات المالية الدولية
بعض الدول العربية مثل إلى الدور الذي لعبته مع الأزمة الاقتصادية التي
مصر والأردن والمغرب من أي ًضا منظمة الأمم المتحدة أمسكت بخناق غالبية الأنظمة
خلال تركيز المنظمات غير السياسية العربية ،حيث أدت
الحكومية في هذه البلدان في مؤتمراتها المختلفة سياسات التحرر الاقتصادي
على التدريب والتأهيل من خلال تأكيدها على التي اتبعتها معظم الدول
والمشروعات الصغيرة. ضرورة مشاركة المنظمات العربية غير النفطية إلى
لقد ظهرت أنماط جديدة غير الحكومية في صنع خفض الإنفاق العام على
من المنظمات هدفت إلى السياسيات وصياغة خطط الخدمات الاجتماعية وبرامج
ملء الفراغ الذي تركته الرفاهية الاجتماعية ،حيث
التنمية. وصلت سياسة التصنيع
الدولة وخاصة في كل هذه المتغيرات مهدت بإحلال الواردات إلى سقفها،
مجالات الصحة والتعليم الطريق إلى تحولات جذرية وازداد استيراد الغذاء،
على مستوى الكم والكيف ناهيك عن ارتفاع الديون
وغيرها من الخدمات في أوضاع المنظمات غير
الاجتماعية ،وبالإضافة إلى الحكومية العربية ،أدت إلى الخارجية(.)7
تزايد عدد هذه المنظمات ثان ًيا :المتغيرات والتحولات
الديموغرافية والاجتماعية
بنسب كبيرة في بعض
الأقطار العربية مثل مصر التي شهدتها تلك البلدان
واليمن وتونس والجزائر