Page 176 - merit 50
P. 176

‫العـدد ‪50‬‬                           ‫‪174‬‬

                                                               ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬                ‫د‪.‬قاسم محبشي‬

‫وذلك بسبب عوامل كثيرة من‬          ‫المعروف أن صفة‬               ‫من‬                         ‫(اليمن)‬
 ‫بينها انخفاض متوسط عمر‬           ‫الشباب تطلق على‬
‫الإنسان العربي ما بين ‪: 50‬‬       ‫الفئة العمرية التي‬                 ‫الشباب والمجتمع المدني‬
‫‪ 60‬عا ًما‪ .‬والحروب والنزوح‬      ‫تتراوح ما بين‪ ‬عام‬
   ‫والهجرة والفقر والمرض‪..‬‬       ‫‪ 30 : 14‬من عمر الإنسان‪،‬‬
  ‫إلخ‪ .‬وعلى مر العصور كان‬
  ‫الشباب هم الطاقة الحيوية‬         ‫وبعض علماء نفس النمو‬
   ‫الخلاقة التي تبعث الحياة‬        ‫يحددها من السن الثامنة‬
    ‫والقوة والأمل في الجسد‬         ‫عشر حتى الأربعين وهي‬
   ‫الاجتماعي‪ ،‬وتمده بالدماء‬          ‫أفضل وأخصب وأجمل‬
  ‫الجديدة والعقول الرشيدة‪،‬‬       ‫مراحل العمر‪ ،‬وبهذا وصف‬
‫إذ عليهم ُتعقد الآمال وتتطلع‬     ‫الشباب بأنه سلطان العمر!‬
    ‫الأفئدة إلى أفعالكم الطيبة‬   ‫وزهرة العمر‪ ،‬وربيع العمر‪،‬‬
 ‫ومشاريعكم المباركة في بناء‬     ‫فالشباب هو القوة والجموح‬
                                 ‫والتدفق والحيوية والنشاط‬
‫المجتمع المدني العربي الجديد‪،‬‬     ‫والطاقة الخلاقة والمغامرة‬
    ‫غير أن ما ينبغي علينا أن‬       ‫والتنافس والتميز والحب‬
                                ‫والفرح والبذل والعطاء‪ ،‬ففي‬
 ‫ندركه اليوم هو أن المستقبل‬       ‫هذه المرحلة العمرية تتفتح‬
    ‫لا ينتظر أحد‪ ،‬ولا يتحقق‬      ‫براعم الشخصية وتتكشف‬
                                   ‫المواهب والقدرات الفردية‬
  ‫بالمعجزات أو بالأمنيات‪ ،‬بل‬
‫هو ما نصنعه نحن هنا والآن‬             ‫عند الإنسان َذ َك ًرا كان‬
                                   ‫أم أنثى‪ .‬وفي هذه المرحلة‬
   ‫بأيدينا وعقولنا وتعاوننا‪،‬‬
  ‫فإذا تركنا هذه اللحظة تمر‬          ‫العمرية البالغة الأهمية‬
 ‫بالتخاذل والخذلان والكسل‬        ‫والخطورة في حياة الإنسان‬
    ‫واللامبالاة فمن المؤكد أن‬    ‫يزداد الشعور بالذات والأنا‬
   ‫مستقبلنا سيكون خاس ًرا‪،‬‬
‫وإذا ما جعلنا من هذه اللحظة‬        ‫والهوية الفردية المستقلة‪،‬‬
                                     ‫والوعي العميق بالعالم‬
     ‫التي نعيشها الآن لحظة‬
      ‫فاعلة ونشيطة وزاخرة‬       ‫والحياة والمستقبل‪ ،‬والشباب‬
  ‫بالحيوية والإنجاز فلا ريب‬        ‫هو أخصب مراحل العمر‬
 ‫أن المستقبل سيكون أفضل‪،‬‬
 ‫فلا يحصد المرء إلا ما زرعه‬      ‫الجسدية والعقلية‪ ،‬فهو سن‬
    ‫بيده «ومن جد وجد ومن‬          ‫ظهور العبقريات والابتكار‬
   ‫زرع حصد»‪« ،‬ومن يزرع‬           ‫والإبداعات العلمية والأدبية‬
    ‫الرياح يحصد العاصفة»‪،‬‬          ‫والفنية والرياضية‪ ..‬إلخ‪.‬‬
     ‫ومن يزرع الخير والجد‬        ‫وقد اعتدنا على ترديد القول‬
    ‫والعطاء يحصده! والعمر‬
 ‫قصير ج ًّدا‪ ،‬فمن غير الجائز‬        ‫بأن (الشباب هم نصف‬
  ‫إضاعته في الانتظار‪ ،‬فما لم‬    ‫الحاضر وكل المستقبل)‪ ،‬لكن‬
‫نفعله اليوم يصعب اللحاق به‬       ‫الإحصائيات الرسمية تشير‬

                                 ‫إلى إن نسبة الشباب العرب‬
                                 ‫بين السكان هي أكثر بكثير‪،‬‬
   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181