Page 274 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 274

‫د‪ .‬جلال شربا‬                         ‫تتميز الشخصية السيكوباتية بعدم‬
                                        ‫الاكتراث بالعادات الاجتماعية‬
                                        ‫والقانون والقيم والتقاليد‪ ،‬ولا‬
                                       ‫يمكن تغييرها بالحوار ‪ .‬كذلك‬
                                         ‫تتميز بقدرتها الضعيفة على‬
                                       ‫احتمال الإحباط وسهولة تفريغ‬

                                     ‫عدوانها على الآخرين دون الاكتراث‬
                                     ‫بعواقب ذلك‪ ،‬ودون تقديم مبررات‬

                                             ‫مقبولة لهذا السلوك‬

     ‫عرضي وحسب شدة الحالة‬                   ‫«يمكن إيجاز صفات هذه‬           ‫دون رادع أو ضمير‪ .‬ويتميز‬
‫وحسب الأعراض الظاهرة‪ .‬ممكن‬                ‫الشخصية بالاندفاع وعدم‬       ‫هؤلاء المصابون بهذا الاضطراب‬
                                       ‫التنبؤ بسلوكه‪ ،‬خاصة إن كان‬
  ‫مث ًل معالجة الاندفاعية والعنف‬        ‫نيته تحطيم الذات أو الآخرين‬          ‫بغياب شبه كامل للمشاعر‬
      ‫أحيا ًنا بمضادات الذهان أو‬       ‫عن طريق الجنس أو القمار أو‬       ‫والعواطف والتعاطف والاهتمام‬
                                       ‫السرقة أو الإيذاء الجسدي‪ ،‬أو‬      ‫والصدق بالعلاقات‪ ،‬وكثي ًرا ما‬
  ‫مضادات الاختلاج التي تخفف‬            ‫بقيام علاقات غير متوازنة مع‬
 ‫من الاندفاعية والعنف والسلوك‬        ‫الآخرين‪ ،‬ويتلاعب بهم بمختلف‬          ‫يقيمون علاقات جنسية لكنها‬
                                     ‫الأشكال كالغضب والاندفاع غير‬         ‫تكون عابرة وسطحية وبعيدة‬
    ‫المتهور‪ .‬وأحيا ًنا من الممكن أن‬  ‫المبرر‪ ،‬والتسبب بإيذاء الآخرين‪،‬‬    ‫عن الحب والعشق والغرام‪ ،‬لأ ّن‬
  ‫يكون هناك علاج نفسي‪ ،‬ولكن‬          ‫وكذلك غياب الوجدان أو العاطفة‬         ‫هؤلاء بطبيعتهم لا يشعرون‬
                                      ‫وعدم الاكتراث بمشاعر الناس‪،‬‬          ‫بالعواطف بشكل عميق‪ ،‬إنما‬
      ‫سيكون طويل الأمد ومر ّكز‬           ‫ولا يمتلك هؤلاء أي نوع من‬     ‫العلاقات عندهم سطحية وعابرة‪،‬‬
  ‫وفائدته قليلة نسبيًّا‪ .‬لذلك نركز‬    ‫تأنيب الضمير أو المشاعر تجاه‬      ‫وارتباطهم مع الجنس الآخر إما‬
 ‫على العلاج الدوائي للاضطرابات‬                                           ‫يكون بهدف مصلحة أو منفعة‬
  ‫المؤذية للغير أكثر من أي علاج‬                           ‫الآخرين»‪.‬‬    ‫أو وسيلة للنصب والاحتيال على‬
                                                                          ‫الآخرين‪ ،‬لذلك نراهم يبحثون‬
       ‫آخر‪ ،‬يعني محاولة لضبط‬                 ‫العلاج‪:‬‬                      ‫عن فريستهم حيث يوهمونها‬
      ‫السلوك المتهور العدواني»‪.‬‬                                        ‫بالحب والعشق‪ ،‬لكن يكون هناك‬
      ‫أخي ًرا‪ ..‬ح ّذر الدكتور جلال‬           ‫الدكتور جلال شربا في‬
   ‫شربا في معرض سؤالنا له إن‬          ‫معرض حديثه عن علاج هذه‬               ‫هدف آخر بعي ًدا عن المشاعر‬
    ‫كان التجاهل يعيد الشخصية‬                                                              ‫والعواطف»‪.‬‬
‫السيكوباتية إلى حجمها‪« :‬التجاهل‬          ‫الحالة قال‪« :‬لا يوجد علاج‬
‫لا يفيد في شيء‪ ..‬بل اهرب اهرب‬            ‫نوعي لاضطراب الشخصية‬                ‫وا ّكد الدكتور شربا على أ ّن‬
                                      ‫السيكوباتية‪ ،‬العلاج دو ًما يكون‬    ‫صفات هذه الشخصية المد ّمرة‬
          ‫اهرب عنها وتجنبها»!!‬                                            ‫للآخرين على حد قوله تنطبق‬
                  ‫‪--------‬‬
                                                                           ‫على الرجال والنساء مضي ًفا‪:‬‬
          ‫دكتوراه في التربية‪ ،‬دمشق‪.‬‬
   269   270   271   272   273   274   275   276