Page 272 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 272
العـدد 31 270
يوليو ٢٠٢1
الكذب والغش صفتان متلازمتان الآن بصدد نوع خارق من الذكاء، أو الشعور بالندم أو الاعتراف
لهذه الشخصية ،إضافة للأنانية نوع جديد من الإدراك الإنساني بالخطأ ،لكنها شخصية ساحرة
المطلقة وعدم قدرتها على الاهتمام الفائق أكثر ملاءمة للعيش في
مدينة نهايات القرن العشرين. وذكية في اصطياد ضحيتها.
بالآخرين بسبب عواطفها فعلى عكسي وعكسك ،لا يبدو الدكتور جلال شربا من سورية
المعدومة ،كما أ ّن السخرية من أن الجوكر يمتلك أي نوع من
الآخرين سمة واضحة في حديث التحكم في المعلومات التي يلتقطها والمختص بالأمراض النفسية
هذه الشخصية ،وعندما تضرهم من العالم الخارجي ،ومن ثم والعصبية ومؤسس مشفى
لا تشعر بالندم ،بل تستخدم لا يستطيع التأقلم مع فوضى ابن رشد للأمراض النفسية
حواسه سوى عبر السير في بدمشق ،وفي تصريح خاص
السخرية في ذلك ،إضافة إلى اتجاه التيار .ولهذا ،يجد نفسه لمجلة ميريت الثقافية قال« :تتميز
عدم قدرتها على تحمل المسؤولية بعض الأيام مهر ًجا عابثًا ،وأيا ًما الشخصية السيكوباتية أو
أخرى قات ًل سيكوباتيًّا .فالجوكر المعادية للمجتمع بعدم الاكتراث
الشخصية أو مسؤوليتها تجاه بلا شخصية محددةُ ،يعيد بالعادات الاجتماعية والقانون
غيرها ،بل تعتمد على الآخرين في اختراع ذاته في كل يوم ويرى وكل القيم والتقاليد ،ولا يمكن
نفسه مل ًكا للتمرد والعالم مسرح تغيير هذه الشخصية سواء
تنفيذ مصالحها ومآربها ،وأي العبث الخاص به». بالحوار أو بالنقاش .كذلك تتميز
خطأ أو ذنب ترتكبه تقوم بإلقاء هذه الشخصية بقدرتها الضعيفة
اللوم على من حولها ولا يمكن أن الملامح والأسباب على احتمال الإحباط وسهولة
تفريغ عدوانها على الآخرين
تعترف بخطئها. أسباب اضطراب الشخصية دون الاكتراث بعواقب ذلك،
يقول الدكتور جلال شربا: السيكوباتية :تلعب العوامل ودون تقديم مبررات مقبولة
«تتميز هذه الشخصية بعدم الوراثية والبيئية والشخصية لهذا السلوك العدواني المعادي
دو ًرا كبي ًرا في ذلك ،فقد يرث
الطفل هذه الشخصية عن أحد للمجتمع».
والديه .أي ًضا إن تعرض الطفل فيلم «الجوكر» تحدث عن
هذه الشخصية عبر بطله،
لتربية سلبية أو قاسية ،أو الشخصية الغامضة بوجهها
لمخاطر ،سيؤدي ذلك إلى حدوث المشوه والضحكة «السيكوباتية»
والرغبة العارمة في نشر الفوضى
هذا الاضطراب في شخصيته والدمار .لا يعرف المشاهد ما
لاح ًقا. سر الندوب التي ُتغ ّطي وجه
«الجوكر» ،ولا َمن كان قبل أن
ومما تتميز به أي ًضا هذه يرتدي سترة المهرج وينطلق
الشخصية :الشعور بالعظمة
مر ّو ًعا سكان المدينة.
والحاجة الدائمة إلى إظهار وفي رواية «مصحة أرخام
الإعجاب (المبالغ) بها .وهي العقلية» ()Arkham Asylum
شخصية فاتنة تجذب الآخرين التي ألفها «جرانت موريسون»
في أواخر الثمانينيات تقول
بدهائها ،لكن هذا الافتتان الطبيبة النفسية المسؤولة عن
بها سرعان ما يتبدد بمجرد حالة «الجوكر» (بالرواية) في
الاكتشاف أنها شخصية غير حوارها مع باتمان« :ربما نقف
سوية.