Page 268 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 268
ثقافات وفنون العـدد 31 266
كتب يوليو ٢٠٢1
ورشات الكتابة
في «هيباتيا الأخيرة»
عبد الله المتقي
للتونسية أمينة زريق (المغرب)
جوائز عربية ،ونذكر على سبيل وتجريبية ،وهذا النوع من الكتابة «تدريس الخ ارفات كحقائق
التمثيل فتحية دبش وفاطمة من شأنه توريط المتلقي إيجابيًّا أمر فظيع»
بنمحمود ،ثم وصول رواية في التلقي ،لأنه سيجد نفسه هيباتيا
(نازلة الأكابر) لأميرة غنيم أمام لوحات روائية فسيفسائية
ومتناثرة الأجزاء ،مما يحوله إلى على سبيل تاء التأنيث الروائية
مؤخ ًرا للقائمة القصيرة لجائزة
البوكر. عنصر فعال في إعادة بناء المعنى، ارتبط الحكي كما الكتابة
من خلال ما راكمه من رأسمال
وتساو ًقا مع هذه التجارب ثقافي أو تشغيل ما يسميه إيزر منذ القديم بالمرأة ،فـ(نيسابا)
الروائية بتاء التأنيث التي لم تبق بـ(وجهة النظر الجوالة). كانت ربة الكتابة عند قدامى
ولا يسع المتتبع للمشهد الروائي
حبيسة شرنقة المتخيل الفني سوى أن يثمن هذه التجارب السومريين ،وليالي شهرزاد ما
المتداول ،وتروم التغيير والتحول النسوية التي حصل بعضها على زالت خالدة ولن تمحى ،كما ظلال
أحجيات الأمهات والجدات التي ما
رواية (هيباتيا الأخيرة) لأمينة
زريق ،الصادرة مؤخ ًرا عن دار زالت تسكن ذواكرنا حتى الآن.
في تونس ،كان ولا يزال لتاء
الأمينة للنشر والتوزيع ،بعد التأنيث حضور ملفت وفعلي،
روايتيها (إصحاح الروح) و(سفر
سواء قصصيًّا أو روائيًّا ،حتى
القلب). أن رفوف المكتبات اغتنت بتجارب
وتتشكل رواية «هيابتيا الأخيرة»
تكتب نصو ًصا تعبر عن رغبة
من 260صفحة من الحجم أكيدة في تجاوز قانون
المتوسط ،تتخللها عناوين لفصول
الوحدات الثلاث (مقدمة،
مفككة تفكي ًكا فنيًّا ،وصو ًرا عقدة ،انفراج) والمحترمة
سردية ومشاهد متناثرة تناث ًرا لتوالي الأحداث وتسلسل
متناس ًقا .تمضي بالخيار السردي الأفعال السردية ،وإنتاج
نحو التجريب والمغامرة الحذرة نصوص روائية مغامرة
والقلقة كاستراتيجية للكتابة
باللعب ،وهو اختيار عن وعي
نظري ترسخ عند جماعة من
أمينة زريق