Page 266 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 266
ثقافات وفنون العـدد 31 264
كتب يوليو ٢٠٢1
بش ًرا آخرين ،ولكنه التزييف علاء زريفة الآدمي» (شيطان )98 :مثلما
وإرادته المسيطرة والخبيثة« :لو ينظر كذلك بعين وروح متشككة
كان التاريخ صحي ًحا /لصدقت الروايات المحكية ،عن يقينياتنا ثم رافضة وناقضة لمعاني وآليات
نبوءة موسى وعصاه» (شوكولا: وعن دور الوكلاء في صياغة
وعينا العام المسيطر ،وعن أدوار الحب القديمة وألعاب الجسد
ص.)95 وسطاء السوء المقدسين ،في وتسليعه ودراما الحروب البشعة
ويقرر كذلك أنه لن يرتجي أب ًدا، تعرية إنسانيتنا التي كانت بيضاء
وصافية« :ما جدوى الوطن؟ /أنا والسياسة وألغازها ومعلومات
في حال ما إذا قرر أن يمارس بالكاد أتذكر» (شيطان :ص،)8 الكتب واليقين بأنواعه وأشكاله
حقه في اختيار صن ٍو أو شبي ٍه أو «أتشاجر /مع السماء /أشتم والموت وحركة التاريخ وأطوار
رفيق ،كي ُي ْك ِمل رحلته معه ،إلا سوادها المتلألئ /سرب دجاليها
المهاجر» (شيطان :ص ،)18 الجغرافيا وتحولاتها ..إلخ.
ما تخلَّق عن ح ٍب آخر وجديد، «ينادي أحدهم في آ ِخر الصالة: ويدلل على غضبه ذاك ،الذي
طاز ًجا وكأنه ُخلِ َق ت ًّوا ،غير كل ما كن رج ًل .أُرفض دخول الجنة اِع َت َب َر ُه مبد ًءا وعقيد ًة ،اجتباها
وحساب النار فكلاهما (كذبة وارتضاها لنفسه بإزاء كل ما
يحيط بنا ويعمي عيوننا وقلوبنا معدلة بشرط ال ِعلَّة)» (شوكولا: ُف ِر َض عليه وعلينا ،بالاعتماد على
وأرواحنا ،مما يعتبره ،مجرد ص ،)107، 106إذ لو كان ما استخدام الأفعال المضارعة على
ُحكي أنه حدث لنا أو معنا أو وزن «أفعل» فيقول مث ًل« :أسأ ُل
إيهام فقط بمعاني الحب وتحوي ًرا فينا ،قد جرى ح ًّقا بهذه الكيفية وأجيب ،أُد ِخ ُل نفسي نف َسها»
لأشكال وأنماط الجمال ،لكنه المشوهة التي وصلتنا وكونت (شوكولا :ص« ،)10أكو ُن الحبل
ذاكرتنا بالتالي ،والتي أدت لكل ما ال ُسر َّي» (شوكولا :ص« ،)10أفكر
الآن لا يريده إلا صاد ًقا وحقيقيًّا نراه من انهيارات لا تكف دوائرها أن أكون غيري» (شيطان :ص،)7
وليس ُمرائيًا ،يختلف من الجذور عن الاتساع ،على مستوى القيم «أتشاج ُر /مع التراب» (شيطان:
والعادات والرؤى والتصورات ص ،)17حيث إرادة الرفض
عن ذلك الذي صاغته أخلاقنا والأفكار والأحلام ..إلخ ،لكانت المسيطرة عليه والخارجة منه،
المصكوكة منذ آلاف السنين: أحوالنا غير ذلك ،ولكنا بالطبع تنفر من دائرة الموقف الذهني
«أحتا ُج امرأ ًة لا تكون امرأتي البارد والساكن إلى شكل الإرادة
دائ ًما» (شيطان :ص« ،)30لا الحقيقية القادرة ،التي تتشكل في
تنجب لي ولي العهد» (شيطان: الغالب على هيئة أفعال ساخنة
وملموسة ،يقلب بها صفحة كل ما
ص.)31 يراه غريبًا وغير مفهوم لصالح
ثم يمضي في نقضه لكل القيم ما يتمنى ويح ُب و ُي ِق ُّر ويختار..
والأيقونات الاجتماعية والأخلاقية هذه الأفعال قد تكون كذلك
من منبتها حتى الذروة ،ذروة فاتحة لتفكيك المفاهيم وإعادة
تغلغلها فينا وتأثيرها الملموس قراءتها ومساءلتها بمعاييره
والقاسي ،خال ًقا الصدمة التي هو ،وأولوياته التي يقررها هذه
المرة بمعزل عن أصوات القطيع،
تؤدي إلى خلخلة الجذور
والسيقان والفروع ،بل وخلعها ومن َث َّم إعادة تركيبها من
وتعريضها للرياح التي لا ُت ْب ِقي جديد ،بشكل وروح أكثر منطقية
ولا َت َذر« :أحتاج معب ًدا للبغاء/ وإنسانية ..يتساءل الشاعر تار ًة
كأمي التي حملت بي /من أب لا
أعرفه /لأن الأب /اسم لا أكثر» بشك ٍل صريح وتارة عن طريق
(شيطان« ،)32 :سأؤمن جي ًدا أن السخرية السوداء ،عن صحة
حبيب ِك الأعرج /قد فض بكارت ِك..
واغتصبني» (شوكولا،)139 :
«أحتا ُج أناي اللحظة /أتباهى بزنا
أمي بي /مع الله» (شيطان.)33 :