Page 6 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 6
العـدد 31 4
يوليو ٢٠٢1
سهل على المبررين الجدد أن افتتاحية
يلووا عنق النص بتحميله أكثر
مما يحتمل ،رغم وضوحه ،من سمير درويش
أن يقولوا إن النص لا يمكن رئيس التحرير
أن يصدر عن النبي ،أو أن
خدعة الإنصاف..
يقولوا إن ما كان يجوز على
أيامه لم يعد يجوز الآن ،دون حيل السلفية لإقناع
أن يجرح ذلك قدسية الرسالة، المرأة بدنو منزلتها!!
استنا ًدا إلى أن عمر بن
الخطاب ع َّطل نصو ًصا وألغى
أخرى لتناسب المستجدات .
يقينهم .ومن الأبواب المهمة التي أعملوا الخطاب السلفي في عمومه -اليميني
أسلحتهم التبريرية فيها موضوع منزلة
والوسطي واليساري والفوقي
المرأة في القرآن كونها أقل من الرجل: والتحتي -يجتهد بطرق متنوعة كي
«الرجال قوامون على النساء بما فضل «نشرب» النص بمفهومه القديم ،دون أن
الله بعضهم عل ٰى بع ٍض»« ..واهجروهن في نحاول تطويره ليتناسب مع المكتسبات
المضاجع واضربوهن» (النساء.)34 : الحضارية التي راكمها الإنسان في
الطبري -قدي ًما -لم ينكر أن الله فضل تطوره ،فالنص عندهم لا يحتاج إلى
الرجال على النساء ،وذكر في تفسيره:
تطوير بل إلى تبرير.
«يعني بما فضل الله به الرجال على الحقيقة يجب أن أعترف أن بعضهم
أزواجهم من سوقهم إليهن مهورهن، يصل إلى صيغ مراوغة تمر وتستقر
وإنفاقهم عليهن أموالهم ،وكفايتهم إياهن قرو ًنا دون أي أدلة ،مثل فكرة «الناسخ
مؤنهن .وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى والمنسوخ» مث ًل ،التي أخذها أحدهم من
إياهم عليهن ،ولذلك صاروا ق َّوا ًما عليهن، سياق آية قرآنية ،وبرر بها «التناقض»
نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم الظاهر بين أحكام هنا وهناك ،دون أن
من أمورهن» .وقال الطبري في تفسير يمتلك قائمة بالآيات التي تم نسخها،
«واضربوهن»« :فإن أبين الإياب إلى ما قائمة محكمة ،بل مجرد كلام مرسل
يلزمهن لكم فشدوهن وثا ًقا في منازلهن،
واضربوهن ليؤبن إلى الواجب عليهن من لا دليل عليه ،سيجد كثيرين على
طاعة الله في اللازم لهن من حقوقكم»، استعداد لتصديقه ،لأنهم يركنون إلى
وأردف أن عكرمة قال :قال رسول الله: الراسخ القريب ،بدل إرهاق أذهانهم
في استخراج استخلاصات جديدة تهز