Page 65 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 65

‫‪63‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

     ‫جيراني الذين يخرجون إلى المسجد بدشاديش‬              ‫‪ -‬في الجمعة لد ّي برنامج ثاب ٌت للاستحمام ‪،‬‬
       ‫بيضاء وطاقيات بيضاء كذلك‪ ،‬أقلب قلوبهم‬          ‫وتغيير ق ّصة شعري والتفكير بغداء مختلف عن‬
                                                       ‫غداء الجمعة السابقة ‪ ،‬وقد يقودني الضجر الى‬
   ‫المرسومة في عيونهم وأستغفر الله ثم أتبعهم إلى‬    ‫قراءة صفحتين من كتاب شرع ُت بتمزيق أوراقه ‪،‬‬
                                        ‫المسجد‪.‬‬     ‫كلما فرغت من صفحة خلعتها من قلبه ورميت بها‬
                                                    ‫في فوضى الغرفة ‪ ،‬لايهم فأنا في جميع الأحوال لا‬
                ‫***‬
                                                                       ‫أنام قبل أن أترك المكان نظيفاً‪.‬‬
       ‫أن ِت إذن تضيقين ذر ًعا بمن يسير على يمين‬
‫الشارع‪ ،‬تكرهين خطوط العبور وعوادم السيارات‪،‬‬                        ‫***‬
‫ولا تخرجين إلى البلكونة عندما تموء ق ّطة أو ينتحر‬
‫عصفور يض ُّل الطريق الى ع ّشه‪ ،‬لا تنشرين غسيلك‬      ‫‪ -‬في السبت أصحو مب ّك ًرا لأسقي الحديقة‪ ،‬وألتقط‬
‫هناك‪ ،‬ولا تعرفين لون الدرابزين منذ سكنت المنزل‬        ‫صورة طازجة للوردة التي تفتحت للتو‪ ،‬وأحتفظ‬

  ‫المؤثث بي أنا‪ ،‬بقططي وعصافيري وبالغبار الذي‬            ‫بها في كتاب الساعات القادمة‪ ،‬قد أرسلها لك‬
 ‫يعلو الدرابزين عال ًقا ببنطالي الأسود‪ ،‬لم يحدث أن‬     ‫فتتكاسلين عن النظر إليها بدعوى أ ّنك مشغولة‬

   ‫رأيتك تمسحين الأرض بخرقة يابسة وتنهضين‬                 ‫بتسطير خطاب ح ٍّب ممزوج برائحة القهوة‪.‬‬
   ‫لبرهة كي تصلحي من شأن صدرك حين يندلق‬               ‫‪ -‬في الأحد أمشي لمسافة عشرة كيلومترات بحثًا‬
 ‫في غربة العيون‪ ،‬لم يحدث أن رآك حارس العمارة‬           ‫عن شارع يخلو من البشر والعربات كي أحسن‬
   ‫وأنت بثياب البيت منكوشة الشعر تمدين نصفك‬
‫الأعلى من زاوية الباب كي تدلقي سط َل الماء المخلوط‬                                ‫الإنصات لصمتك‪.‬‬
 ‫بالهايبكس على ناصية الطريق‪ ،‬لم يحدث أن ندهت‬        ‫‪ -‬في الاثنين أطبخ النهار على حطب الملائكة وأقدمه‬
    ‫على عاب ٍر كي يعيد اليك شرش ًفا هار ًبا من حبل‬
   ‫غسيلك إلى الأرض‪ ،‬لم يحدث أن قتلت صرصا ًرا‬                      ‫فطو ًرا لك‪ ،‬تكري ًما لصومك المق ّدس‪.‬‬
 ‫أو طبع ِت بعوضة على حائط‪ ،‬لم يحدث ذلك كلّه‪ ،‬لم‬     ‫‪ -‬في الثلاثاء ألمّع أحذية أفكارك‪ ،‬بينما تسيرين على‬
‫يحدث هذا كلّه‪ ،‬فكيف لي أن أرسمك بوضوح؟ كيف‬
   ‫أغنّي لك وأن ِت تسكنين في قفص من الإشارات؟‬                           ‫أوراقي بجوربين من حرير‪.‬‬
                                                       ‫‪ -‬في الأربعاء أكتب قصيدة وأم ّزقها‪ ،‬فأنا كذلك‬
                        ‫في قلب تمثال من القطن؟‬
                                                                     ‫أضع خ ّطة فاشلة ليومي القادم‪.‬‬
                                                         ‫‪ -‬في الخميس أرسل شفتي تقبلان يديك‪ ،‬على‬
                                                    ‫فرض أ ّني أولى من الغرباء بما تبقى من الكرامات‪.‬‬
                                                       ‫‪ -‬في الجمعة أجلس عند باب المنزل‪ ،‬وأتطلّع إلى‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70