Page 70 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 70

‫العـدد ‪31‬‬                                ‫‪68‬‬

                                                                           ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

‫حسن بولهويشات‬

‫(المغرب)‬

‫وعو ٌل تركض خلفي‬

 ‫ويا لليد الناعمة تعص ُر منشفة صابو ٍن على ظهري‬                                                 ‫ها أنا الآن كما تريد‪،‬‬
                                        ‫المنهكة!‬                      ‫أرتجل مصيري فوق السرير راف ًعا رجليَّ بوسادة‬

           ‫ارفعي صبي َب القسوة قلي ًل يا حبيبتي‪،‬‬                                      ‫أنظر بإعجا ٍب إلى بياض السقف‪،‬‬
        ‫فأنا ابن فلاح وأحمل سج ًّل نظي ًفا في الألم‬                                 ‫إلى المصباح المتدلي مثل لسان ج ّدة‬
                                                                             ‫أزيح السقف جانبًا فأتم ّل البساط الأزرق‬
                     ‫أنا ولدك الظريف أ ّيها ال ّشعر‬                     ‫حيث النجوم دراه ٌم منثورة فوق منديل متس ّول‬
    ‫فأفسد َت أخلاقي حين اقتفيتك أرك ُض فتركض‬                                  ‫أتجاوز مهرجان الأضواء فأصل عمود ًّيا‬
                                                                         ‫إلى حيث هناك من ير ّتب حفل القيامة على قد ٍم‬
                                  ‫الوعول خلفي‪،‬‬
                                 ‫يا لسوء المهنة!‬                                                             ‫وساق‪:‬‬
  ‫أنا ابنك الضال لا بيت لي غير خيم ٍة أطويها تحت‬                      ‫الج ّدات يق ِّشرن البصل ويتذ ّكرن أحوال الدنيا بلا‬
                                 ‫إبطي كك ّشاف‪،‬‬
                                                                                                              ‫أس ٍف‬
                                         ‫وأغادر‬                    ‫الآباء يحطبون في الغابة المجاورة‪ ،‬و ُيرا ِكمون الأعواد‬
    ‫أنا العاق لا ميراث لي غير صوري ملطخة بحبر‬
                                                                                            ‫على حواف حفر ٍة سحيقة‬
                                        ‫الجرائد‬                     ‫الأولاد من جهتهم يسقون أشجار الفواكه بخراطيم‬
             ‫أنا النب ّي أضع ُت نبوءتي ولا إخوة لي‬
             ‫اولالعمافطّكف ُك ُّيكقثليي ًرًال كقطع غيار فوق طاولة‬                                       ‫ميّاه صغيرة‬
         ‫وها نحن وج ًها لوجه مثل ال ّراعي وغيمته‬                   ‫تأ ّخر ُت هناك حتّى تعثّر ُت في نه ٍر من عسل وآخر من‬

                   ‫إ ّما أن أهزمك الليلة أو تهزمني‬                                                             ‫خمر‬
     ‫لكن لا ب ّد أن أخمش كبرياءك ولو بش ّدة الأذن‬                                ‫ورأي ُت بيو ًتا لبناتها من ذهب وفضة‪،‬‬
‫أو أحشو جيوبك بالتبن فأقدح النار‪ ،‬وأهرب متظل ًل‬
                                                                                        ‫قبل أن أعود إلى جوف مسب ٍح‬
                                       ‫بالدخان‬                       ‫يتصاعد منه بخا ٌر يغطي مرآة الأيام‪ ،‬فأكت ُب اسمي‬
                                     ‫والمص ّفرين‬
                                                                                                      ‫فوقه وأمسحه‬
                                                                                      ‫يا لمتعة اللعبة في الثالثة صبا ًحا!‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75