Page 66 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 66
العـدد 31 64
يوليو ٢٠٢1
مبارك وساط
(المغرب)
قصيدتان
كيف لي..
فيه ريشاتي فرأي ُت ما حسبته قبّ ًة من حرير نازل ٍة كيف لي أن أنهي ق ّصة الأميرة ذات اله ّمة وولدها
أطرا ُفها المُل ّونة إلى مستوى أدنى من مستوى عبد الوهاب في ليلتي هاته التي ُيضيئها فحسب
رأسي ،فدلف ُت تحت تلك القبة لكنّي بعد لحظات ُبؤبؤا عصفور؟
اكتشفت أ ّنها ليست قبة بل تنّورة أسطوانية لن أبحث عن جواب ما دامت هذه ال ّريح البطيئة لم
تنته من مسح العرق عن حصاني المطاطي المركون
يتب ّدى من تحتها ردفان مك ّوران جميلان وفخذان
صقيلتان تس ّران ناظر َّي ..أتلبتث قلي ًل لأستريح قرب النّافذة .ح ًّقا ،كانت لي ريشات هند ٍّي أحمر
بين تينك ال ّساقين( .يجب الإقرار بأ ّني كنت طف ًل حول رأسي ،لكنّها سقط ْت منّي ذا َت صبا ٍح في حقل
صغير حجم الجسد وقتها) .وإذ تد ّف ُئني سخونة ج ّدي .حدث هذا منذ وقت .وكلّما ف ّكر ُت في العودة
المكان بما يكفي ،أخرج من تحت التنورة وأتطلّع إلى إلى ذلك الحقل لأجلب منه ريشاتي ،يتعالى ال ّصفير
فوق ،فأرى وج ًها أنثو ًّيا جمي ًل يبتسم لي. في أذن ّي .ج ّدي كان معرو ًفا بش ّدة صفيره .بط ًل
وم ّرة كن ُت سائ ًرا صوب حقل ج ّدي لأجل َب في ذلك الميدان كان .تسمع ناق ُته صفي َره من بعيد
ريشاتي لك ْن جاءتني أحلا ٌم من أعشاش وشرع ْت
في ال ّطبطبة على كتف ّي .وم ّرة التقي ُت أبي وأنا في ف ُت ْقبِ ُل نحوه مسرعة راضية.
طريقي إلى ذلك الحقل فقال ليُ :تضيع وقتك في والعجيب أ ّني ،في العديد من الم ّرات ،ما إن كن ُت أغ ُّذ
البحث عن ريشات بلا قيمة .لو أ ّنك في غرفتك ال ّسير في ا ّتجاه ذلك الحقل حتّى أع ّرج على أشجار
أحسبها حزين ًة فأو ّد لو أواسيها ث َّم أم ُّر بجن ِب كهف
ُتراجع دروسك ،أو على الأقل تلعب مع أقرانك تحت فيبدو لي متح ًفا لل ّصافرات ،وكن ُت بالفعل أرى فيه
الأشجار .هكذا عدت إلى البيت وفتحت قصة الأميرة صافرات من أقدم العصور وأخرى من أزمنة قريبة
ذات اله ّمة وولدها عبد الوهاب على الصفحة التي أو حتى من عصرنا!
كن ُت متو ّق ًفا عندها! وم ّرة ،كنت أمضي في ا ّتجا ِه الحقل الذي سقط ْت