Page 268 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 268
العـدد 32 266
أغسطس ٢٠٢1
العقاد يكتب
عن مقياس
د.رضا محمد عبد
الرحيم تقدم الأمم
«بترى» الذي تحدث عنه العقاد بين عصور المدنيات المصرية لا شك أن القارئ قد سمع غير
بشيء من الإطناب لا الإسهاب: القديمة مقارنات العلامة «فلندرز
تمثلت أول أبحاث بترى في مصر بترى» ..وتنتهي من هذه المقارنات مرة ،عن مبلغ الفزع الذي يصيب
في الفترة من 1881إلى 1913في العالم المتحضر في أثناء الحرب،
عمل خريطة لأهرامات الجيزة. والمقابلات إلى حقيقة ثابتة هي عندما يقال إن متحفا قد ُدمر ،أو
وعين عام 1892أستاذا لكرسي أن تقدم الفنون كان دلي ًل في احترق ،أو تبددت كنوزه على أي
كل عصر على تقدم المدنية وأن نحو كان ..ولا شك أنه قد سمع
المصريات في جامعة كوليدج فنون الأمة هي ميزان حضارتها
بلندن ،ونقب في العقود الثلاثة وعنوان ما في نفوسها من رقي غير مرة عن آلاف الجنيهات ُتدفع
التالية في العديد من المواقع عبر وتهذيب وقوة .وهذه حقيقة يمكن للوحة زينة -ليس ببعيد عنا بيع
وادي النيل والدلتا .وتظهر عبقرية تطبيقها على جميع الأمم والمدنيات لوحة المسيح المخلص لليوناردو دا
بترى في أوضح صورها في تحديد والعصور لو أمكن حصر الفروق فينشي بمبلغ 450مليون دولار،
التسلسل التاريخي ،ويتمثل في التي بين فنونها على أسلوب عام -2017أو تمثال منحوت .ولا
تحليل إحصائي للقبور من عصر بد أنه قد قرأ في كتب الأوروبيين
ما قبل الأسرات ،أدى إلى ترتيبهم، «بترى». أصيلة أو مترجمة ،آراء للمؤرخين
علينا إ ًذا أن نوضح أسلوب
والمفكرين يزعمون فيها ،أن
مقياس حضارة الأمم هو مقدار
عنايتها بالفنون الجميلة وتذوقها
لها .وعندما يسمع أو يقرأ كل
هذا يحق له أن يتساءل عن سر
اهتمام هذا العالم المتحضر بالفنون
الجميلة إلى هذه الدرجة ،مع علمه
الأكيد بأن المدنية قد أصبحت
مادية عملية وأنه لم ي ُعد فيها
مجال للترف الروحي.
وقبل الإجابة على تساؤله
نستعرض أسطر من مقال للكاتب
الكبير محمود عباس العقاد :من
أحسن ما قرأت من المقارنات