Page 272 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 272

‫العـدد ‪32‬‬                       ‫‪270‬‬

                                   ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

  ‫الأب الجليل‪ ،‬إلى أن لقي الوالد‬     ‫الطويلة بقرية «برية لاصيفر»‬       ‫«إلى المسجلين خط ًرا تصحبكم‬
   ‫ربه‪ ،‬وفي احتكاك بشري ثري‬              ‫التابعة لمركز سيدي سالم‬      ‫السلامة»‪ ،‬وهو استهلال صادم‬

     ‫مفهوم تتيحه القرى لأهلها‬         ‫بمحافظة كفر الشيخ في عام‬              ‫ومربك في الحقيقة؛ إذ قد‬
    ‫عادة بكثافة في رائعة النهار‬       ‫‪ ،1960‬لأب شيخ عالم توفاه‬          ‫يشير بسرعة إلى تعاطف مع‬
  ‫كما تحت جنح الظلام‪ ،‬وكانت‬          ‫الله تعالى‪ ،‬منذ سنوات طوال‪،‬‬        ‫هذه الطائفة المخيفة البغيضة‪،‬‬
‫ذاكرته تخ ِّزن تفاصيل لا حصر‬         ‫شهرته بالبلد «الشيخ نادي»‪،‬‬         ‫هكذا بالنسبة للقراء العاديين‬
    ‫لها طب ًعا للبيئة والأشخاص‬       ‫وذكره سار في أرواح عارفيه‬           ‫ممن يقرأون حبًّا في القراءة‪،‬‬
                                      ‫بالبلد وما حولها إلى لحظتنا‬        ‫ولا يملكون في العادة أفكا ًرا‬
      ‫والحيوات‪ ،‬ثم حمل متاعه‬          ‫الراهنة‪ ،‬وأم بسيطة‪ ،‬لا يزال‬        ‫عن خلفيات الكاتب ولا وعيه‬
    ‫الخفيف ومضى إلى القاهرة‪،‬‬       ‫صاحبنا يتردد عليها حيث تقيم‬
    ‫ودرس فيها وعمل واستقر‪،‬‬                                                ‫الفارق ولا ألاعيبه الكلامية‬
    ‫تزوج بعد ذلك من الإعلامية‬           ‫هناك حتى الساعة‪ ،‬للأنس‬        ‫الباهرة‪ ،‬ولا يبالون أص ًل‪ ،‬وقد‬
   ‫المرموقة منى سالمان‪ ،‬وأنجبا‬       ‫بها والاطمئنان عليها‪ ،‬له عدد‬      ‫يظهر للمحترفين أنه استهلال‬
                                    ‫من الإخوة والأخوات‪ ،‬أبرزهم‬       ‫خادع‪ ،‬وتظهر المقاصد الحقيقية‪،‬‬
     ‫جميلتين هما فيروز وليلى‪،‬‬                                           ‫مهما تكن‪ ،‬مع معاودة القراءة‬
  ‫الكبرى فيروز عمرها عشرون‬             ‫شقيقه الفنان أحمد الطويلة‬
‫عا ًما‪ ،‬وتواصل دراستها في كلية‬     ‫(المغني الرائع صاحب المشروع‬           ‫بتركيز وأناة‪ ،‬المهم أن أجواء‬
  ‫الفنون التطبيقية حاليًا بالفرقة‬  ‫المختلف المجهض في التسعينيات‬        ‫هذه الرواية وافر فيها الحديث‬

   ‫الثالثة‪ ،‬وهي رسامة موهوبة‬            ‫من القرن الفائت‪ ،‬والكاتب‬           ‫عن عوالم هؤلاء الخطرين‪،‬‬
  ‫للغاية‪ ،‬وهو ما تمناه لها أبوها‬     ‫المتميز حاليًا‪ ،‬هو الأكثر شبها‬     ‫والشخصية المحورية لضابط‬
   ‫منذ طفولتها‪ ،‬والصغرى ليلى‬         ‫بأخيه وحيد من جهة الشكل‪،‬‬        ‫شرطة‪ ،‬متعددة صراعاته‪ ،‬وفنان‬
‫«ليلو»‪ ،‬ما زالت في الصف الثاني‬     ‫إلى حد خلط الناس بينهما قدي ًما‬
                                                                                    ‫في الوقت نفسه!‬
             ‫بالمرحلة الإعدادية‪.‬‬        ‫في البلد‪ ،‬وموضوعه شجي‬
       ‫تولى العديد من الوظائف‬       ‫ومهم‪ ،‬يحتاج إلى كتابة خاصة‬       ‫الميلاد والنشأة والأسرة‬
 ‫والمناصب؛ فمن ضابط الشرطة‬           ‫مستقلة)‪ ..‬نشأ وحيد الطويلة‬             ‫والوظائف‬
     ‫إلى الشأن الإعلامي بدائرة‬     ‫في قريته بكفر الشيخ‪ ،‬في أجواء‬
‫دبلوماسية بعد الاستقالة‪ ،‬حيث‬                                              ‫ُولِد القاص والروائي وحيد‬
  ‫عمل كخبير إعلامي في جامعة‬           ‫قرآنية ولغوية وفرها وجود‬
   ‫الدول العربية من‬
    ‫‪ 1993‬إلى ‪2006‬‬
     ‫ومن ‪ 2009‬إلى‬
 ‫‪ ،2012‬وعمل أي ًضا‬
     ‫كخبير العلاقات‬
   ‫الثقافية بالمؤسسة‬
 ‫العامة للحي الثقافي–‬
   ‫كتارا في قطر (من‬
   ‫عام ‪ 2006‬وحتى‬
     ‫‪ ..)2009‬حينها‬
  ‫كان المحرر الرئيس‬
‫للخطة الثقافية للحي‬
‫الثقافي الشهير عربيًّا‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277