Page 276 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 276

‫ثقافات وفنون‬                             ‫العـدد ‪32‬‬                      ‫‪274‬‬

‫شخصيات‬                                 ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

      ‫وقد يلمح من يكون قبالته‬                                 ‫أعذب)!!‬          ‫الحافلة بالجواهر الأدبية‬
‫دمو ًعا تترقرق في عينيه في أثناء‬       ‫أما عن علاقته الأصيله بالأشياء؛‬   ‫والفنية‪ ،‬وكان واح ًدا من أخلص‬
  ‫الحديث عن شيء له به علاقة‪،‬‬
 ‫ولو كان ضئي ًل كدبوس يشبك‬                 ‫فالرجل واقع في أسر الشعر‬           ‫من أحيوا عزاءها في ليلتها‬
                                         ‫الحميم النافذ «قد يهون العمر‬     ‫الحاشدة بعمر مكرم‪ ،‬والجميل‬
   ‫الأوراق بعد جمعها وترتيبها!‬           ‫إلا ساعة‪ ..‬وتهون الأرض إلا‬      ‫المدهش أنه لم ير نفسه مع ذلك‬
       ‫لا يعني الأمر كونه رقي ًقا‬          ‫موض ًعا»؛ لا ينفك يحدث عن‬
                                       ‫لحظات عاشها في إطار كذا وكذا‬          ‫أكبر من برزوا في مشهدها‪،‬‬
‫ساذ ًجا‪ ،‬في خضم العالم القاسي‪،‬‬                                            ‫وأشهد أنا أنه لقيني في ساحة‬
       ‫بلا حسابات ولا التفاتات‬              ‫وعن قرية زارها بالوطن أو‬      ‫المسجد الشهير في ليلة عزائها‪،‬‬
     ‫للعواقب الوخيمة لمثل ذلك‪،‬‬           ‫بدولة أخرى وأحس فيها بذلك‬       ‫فاحتضنني بقوة صائ ًحا‪ :‬ب َّردت‬
     ‫حتى إن كانت الرقة ليست‬            ‫الذي أحس به ولا ينساه‪ ..‬ليست‬     ‫نارنا يا أخانا! (يشير إلى حديثي‬
                                                                           ‫المتواصل عن الراحلة العزيزة‬
  ‫عيبًا في شتى أوصافها‪ ،‬أقصد‬                ‫علاقته بالأشياء خفيفة ولا‬
   ‫لا يعني كونه سهل التأثر إلى‬            ‫مزعزعة‪ ،‬لكنها ثابتة راسخة‪،‬‬        ‫في صفحتي بالفيسبوك إ َّبان‬
   ‫درجة مؤسفة يمكن أن تكون‬                                              ‫وفاتها‪ ،‬ولم يكن حديثي ساعتئذ‪،‬‬
    ‫ثغرة ينفذ إليها منها الأعداء‬            ‫كشجرة كثيفة الفروع ذات‬
   ‫والجشعون الطامعون‪ ،‬لكنني‬            ‫جذور عملاقة متمددة في التربة‪،‬‬       ‫للأمانة‪ ،‬بأوفى من حديثه ولا‬
   ‫أشير ههنا إلى سلامة الطوية‬
  ‫بالرغم من كثرة التجارب‪ ..‬إلى‬
  ‫قدرته على الاحتفاظ بمشاعره‬

      ‫الطفولية مهما تغير البشر‬
      ‫من حوله وتعقدت المسائل‬
  ‫وتبدلت الأزمنة والأمكنة وبدا‬
   ‫الوجه الذي ما زال في مرحلة‬
  ‫الخمسينيات كأنه ل َه ِر ٍم فا ٍن إذ‬
     ‫يتطلع في مرآته كل صباح‪..‬‬
     ‫لا يسير وحيد في الشوارع‬
‫وحي ًدا بالمناسبة‪ ،‬لكنه يسير وما‬
    ‫يرتكز عليه معه‪ ،‬ولو أحسن‬
     ‫الرائي رؤياه لوجده محا ًطا‬
     ‫بأرواح قوية ومبان شاهقة‬
‫وقطط فرعونية عملاقة لا تغادر‬

         ‫سوح المرتكزين عليها!!‬

‫قيمته في الوسطين‬
 ‫الأدبي والثقافي‬

  ‫تكمن قيمة الكاتب‪ ،‬عند ختام‬
‫الفصول‪ ،‬فيما يكتبه‪ ،‬فأدبه هو‬

   ‫المدرسة واسعة الأبواب لمن‬
‫يرغبون في التواصل والتعلم أو‬
   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281