Page 281 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 281

‫العمارة والمعمار‪ ،‬وأشكاله وأنواعه‪..‬‬                                              ‫جمال الغيطانى‬
   ‫إرث عريق أسسه معماريون ُيظهر‬
   ‫قدراتهم المعرفية الكامنة‪ ..‬شكًل‬                                       ‫ولحظات حاسمة في تاريخ مصر‬
   ‫ومضمو ًنا‪ ،‬وظيفة وجماليات‪ ،‬فريدة‬                                          ‫العمراني أو تاريخ الغيطانى‬

‫ورائدة قل نظيرها في نظريات العمارة‬                                        ‫الذاتي‪ .‬ويشرح فيها مصطلحات‬
    ‫الحديثة‪ .‬مبادئ تتجسد في مآذن‬                                           ‫معمارية بتعبير رمزي‪ ،‬ونفس‬
   ‫وأسبلة‪ ،‬وأسواق وحدائق‪ ،‬وديوان‬
                                                                          ‫صوفي‪ ،‬فيرى الشيء وانعكاسه‪،‬‬
 ‫وأعمدة‪ ،‬وقباب وزخرفة‪ .‬وتولد الثقافة‬                                          ‫ويفتش عن المعنى ونقيضه‪.‬‬
‫من الخطوط والتقاطعات والمقرنصات‬                                              ‫ويفضي حواره بين ثنائيات‬
‫وزوايا البناء وسمكه والسقوف والأيوان‬
                                                                            ‫متباينة إلى الاندماج‪ ،‬وتشكيل‬
           ‫والأعمدة والفراغات‪.‬‬                                               ‫كيانات جديدة‪ ،‬ومثلما يشكل‬
                                                                             ‫البناء المعماري‪ .‬وفي كل مرة‬
    ‫تجليات مصرية‬                           ‫فالعمارة والمعمار‪ ،‬وأشكاله‬        ‫يقف الغيطاني أمام مصطلح‬
                                           ‫وأنواعه‪ ..‬إرث عريق أسسه‬        ‫معماري‪( :‬باب‪ ،‬حامل ومحمول‪،‬‬
     ‫في عام ‪ 2008‬أط ّل الغيطاني‬       ‫معماريون ُيظهر قدراتهم المعرفية‬      ‫فناء‪ ،‬أساس‪ ،‬قبو‪ ،‬درج‪ ،‬موقد‪،‬‬
 ‫بثلاثين مقا ًل مط َّو ًل (طيلة شهر‬         ‫الكامنة‪ ..‬شك ًل ومضمو ًنا‪،‬‬     ‫كتابة‪ ..‬إلخ)‪ ،‬ينطلق ليؤلف منه‬
‫رمضان المبارك)‪ ،‬بعنوان «تجليات‬         ‫وظيفة وجماليات‪ ،‬فريدة ورائدة‬     ‫حكاية‪ ،‬وكل حكاية هي بناء لحياة‪،‬‬
                                        ‫قل نظيرها في نظريات العمارة‬       ‫لحركة‪ ،‬لدفعة‪ ،‬لومضة ضوء في‬
   ‫مصرية» عبر صفحات جريدة‬             ‫الحديثة‪ .‬مبادئ تتجسد في مآذن‬          ‫ممر إنساني مهجور؛ حكايات‬
     ‫«المصري اليوم»‪ .‬فط َرق باب‬      ‫وأسبلة‪ ،‬وأسواق وحدائق‪ ،‬وديوان‬        ‫يختار لها عناوين معمارية دالة‪:‬‬
                                       ‫وأعمدة‪ ،‬وقباب وزخرفة‪ .‬وتولد‬           ‫(خبيئة‪ ،‬رياح‪ ،‬عاقبة‪ ،‬بستان‬
 ‫المساجد‪ ،‬وقرأ تفاصيل عمارتها‪،‬‬         ‫الثقافة من الخطوط والتقاطعات‬        ‫الخضر‪ ،‬غمامة‪ ،‬هودج‪ ،‬جهات‪،‬‬
  ‫ومنهج العمارة في التواصل مع‬        ‫والمقرنصات وزوايا البناء وسمكه‬
  ‫روادها‪ .‬حيث ممارسة الشعائر‬             ‫والسقوف والأيوان والأعمدة‬             ‫ممرات‪ ،‬قصر‪ ،‬نزل‪ ..‬إلخ)‪.‬‬
   ‫داخل روائع معمارية‪ ،‬لها طرز‬       ‫والفراغات‪ .‬كما إن العمارة لا تري‬      ‫ويستمر بنفس وجداني صوفي‬
    ‫فنية باهرة‪ ،‬ومدارس زخرفية‬            ‫الكتلة والمكان‪ /‬الفراغ فقط بل‬
‫ُمدهشة‪ ..‬تنضح بالحياة والجمال‪.‬‬          ‫تتجاوزهما إلى شمولية المدنية‪،‬‬        ‫يتأرجح بين البوح والكتمان‪،‬‬
                                       ‫وتنظيمها‪ ،‬وحاجاتها‪ ،‬وسماتها‪،‬‬      ‫ليحكي ويعد بالحكي ثم الحكي‪..‬‬
       ‫تألق الغيطاني‪ ،‬فخلق حالة‬         ‫وأخلاقها‪ ،‬وعاداتها‪ ،‬وتقاليدها‬    ‫دون إغلاق باب العمارة في نهاية‬
   ‫صوفية تاريخية رائعة‪ ،‬وتمكن‬
    ‫من استنطاق الحجر والخشب‬                                  ‫المميزة‪.‬‬                            ‫النص‪.‬‬
‫بالمسجد‪ ،‬ل ُتحلّق معه في سماء من‬
   ‫الصفا ٍء والنقاء‪« .‬بنيان الرضا‪،‬‬

     ‫وعمارة السكينة» إنها عمارة‬
‫جامع السلطان حسن وهو الجامع‬
   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285   286