Page 278 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 278

‫العـدد ‪32‬‬                                     ‫‪276‬‬

                                                                                           ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

‫الفن المعماري في أدب‬

‫جمال الغيطاني‬

                                      ‫د‪.‬ناصر أحمد سنة‬

‫الجمالية‪ ،‬وأمضى فيها ثلاثين‬    ‫تجسيدها فى لوحاتهم‪ ،‬وتغزل بها‬          ‫الفن المعماري صندوق التاريخ‬
 ‫عا ًما‪ .‬تلقى تعليمه في مدرسة‬  ‫الأدباء في كتاباتهم‪ ،‬ومنهم الأديب‬
‫عبد الرحمن كتخدا الابتدائية‪،‬‬   ‫والروائي جمال الغيطاني (‪ 9‬مايو‬               ‫ومرآته العاكسة‪ ،‬وترجمان‬
 ‫ومدرسة الجمالية الابتدائية‪،‬‬    ‫‪ 18 -1945‬أكتوبر ‪ )2015‬الذي‬                   ‫الأفكار المُجسدة‪ ،‬وسطور‬
 ‫وتعليمه الإعدادي في مدرسة‬                                                 ‫الإنسانية الشاعرة‪ ،‬ولمسات‬
 ‫محمد علي الإعدادية‪ .‬وتخرج‬       ‫يعتبر أن «العمارة أقرب الفنون‬               ‫الجمال الباهرة‪ ،‬وديمومة‬
 ‫في مدرسة العباسية الثانوية‬      ‫إلى الرواية»‪ .‬ففن العمارة يحمل‬          ‫الحضارة الآسرة‪ .‬فن يكتشف‬
‫الفنية (عام ‪ )1962‬التي درس‬                                             ‫المكان وإمكاناته‪ ،‬و ُيع ّمره‪ ،‬ويزيل‬
 ‫بها تصميم السجاد الشرقي‪،‬‬           ‫في أحشائه «نثرية اجتماعية‪،‬‬           ‫وحشة الفراغ‪ ،‬و ُيج ّسده‪ .‬ولغة‬
 ‫وصباغة الألوان‪ .‬ثم عمل في‬         ‫وتشكيلة بصرية»‪ .‬والوظيفة‬             ‫ُتغذي الأبصار‪ ،‬و ُتبهج الأنظار‪،‬‬
                                   ‫المعمارية فن جامع يمزج بين‬          ‫وتمتع الوجدان‪ .‬وهذا ما وقع فى‬
     ‫المؤسسة العامة للتعاون‬      ‫فنون عدة‪ ،‬تؤلف سيا ًقا معرفيًّا‬
           ‫الإنتاجي‪ ،‬ومفت ًشا‬      ‫ثر ًّيا‪ .‬سواء أكان بيتًا صغي ًرا‪،‬‬            ‫عشقه جمال الغيطانى‪.‬‬
                ‫على مصانع‬         ‫أم جام ًعا‪ ،‬أم جامعة‪ ،‬أم سو ًقا‪،‬‬        ‫القاهرة القديمة‪ ..‬ذات البيوت‬
           ‫السجاد الصغيرة‪.‬‬       ‫أم مدينة‪ .‬والعمارة لا ت ُعرف إلا‬          ‫العتيقة‪ ،‬بأبوابها‪ ،‬وقناطرها‪،‬‬
                   ‫واستبدل‬       ‫من خلال الغوص داخلها‪ ،‬حيث‬              ‫ومشربياتها الرائعة‪ ،‬وحواريها‬
              ‫الغيطاني عمله‬     ‫يتوافر السلام والدعة‪ ،‬والانفراد‬       ‫وأزقتها الناعسة‪ ،‬وقبابها ومآذنها‬
                  ‫عام ‪1969‬‬
             ‫ليصبح مراس ًل‬            ‫بالذات‪ ،‬والارتقاء بالنفس‪،‬‬              ‫التي تعانق سماء صافية‪،‬‬
              ‫حربيًّا لحساب‬                ‫والتعبير عنها‪ ..‬إلخ‪.‬‬         ‫وأشعة شمسها المُرسلة‪ ،‬ونيلها‬
              ‫مؤسسة أخبار‬
                                   ‫ولد الغيطاني في قرية جهينة‬               ‫بمياهه الجارية‪ ،‬وأسبلتها‪،‬‬
                                 ‫محافظة جرجا (سوهاج حاليًا)‬            ‫وأسواقها‪ ،‬وحرفييها‪ ،‬وزواياها‪،‬‬
                                  ‫بصعيد مصر‪ .‬نشأ في القاهرة‬
                                                                          ‫وربطها‪ ،‬وتكاياها‪ ،‬وأوقافها‪،‬‬
                                    ‫القديمة‪ ،‬حيث عاشت أسرته‬                ‫وبيمارستاناتها‪ ،‬وحوانيتها‪،‬‬
                                      ‫في درب الطبلاوي بمنطقة‬          ‫وقصورها‪ ،‬ومدارسها‪ ،‬ومقاهيها‬
                                                                        ‫العامرة‪ .‬لم يرها أحد ‪-‬بمعالمها‪،‬‬
                                                                          ‫وخفاياها‪ -‬إلا وقع فى هواها‪،‬‬
                                                                        ‫فحاول الفنانون (عر ًبا وعج ًما)‬
   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282   283