Page 280 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 280
العـدد 32 278
أغسطس ٢٠٢1
المعماري ،والأدب الإبداعي. بمساجد قاهرته ومعالمها .وتبدو «خطط الغيطاني» (.)1978
وكثي ًرا ما يؤكد الغيطاني أنه الرسالة في ظاهرها ،قصة حب من ويروي تأريخ عمران القاهرة،
يحفظ القاهرة بالشبر .ويستذكر طرف واحد ،لكنها دعوة إلى إيجاد وهندستها ،لكن هذه المرة متقم ًصا
مراحل تطور عمرانها :من بنى دور «تقي الدين المقريزي» مؤرخ
هذا ،ومتى ،ولماذا ،وأين ،وكيف؟ صلة روحية بترميم العلاقات القاهرة الشهير في عصر المماليك.
«جيء بالحجارة من بعيد ،بعضها الإنسانية .فكما أن تلك المباني
من الصعيد وبعضها الآخر وفي خطوة متميزة ..يتماهي
من الجيزة .أما الأخشاب فقد المعمارية القديمة باقية ،دالة الغيطاني مع عمارة القاهرة عندما
استقدمت من مناطق مختلفة في على تاريخ من العطاء الإنساني
أنحاء الوادي .وكان البناؤون والتواصل الحضاري ،فبالإمكان يتقمص في «رسالة في الصبابة
التواصل بترميم الصلات الروحية والوجد» ( )1987دور معماري
والنقاشون شركاء «القرار مفتون بعشق القاهرة العتيقة (قبة
المعماري» مع المهندسين في والوجدانية البشرية أي ًضا. قلاوون ،ومسجد السلطان حسن،
حضور أصحاب الشأن .ومن ويتلمس الغيطاني في «ملامح وخانقاه برقوق ..إلخ) ،ومأخوذ
ثم يندفعون للعمل وكأنهم في القاهرة في ألف عام» ( )1997التي بكل ما فيها ،من مدارس وجوامع،
مباراة حتى أبدعوا هذه القصور، عايشها ،ويفيض بما يعرفه من وسكك ودروب ..إلخ .ويسافر
والتكايا ،والبيوت ،والأسبلة، تاريخها ،وتاريخ ُبـناتها ،وسيرة ليحضر مؤتم ًرا في العمارة ،بمدينة
والمدارس التي تحمل تاريخ الفن ناسها ،وحكامها .فيكتب كثي ًرا عن بخارى في آسيا قاد ًما من مصر.
المعماري ،في زمانهم» .ويقول مساجدها ،وبناتها ،وتاريخهم، فيلتقي بالفتاة الروسية فاليريا،
مستهجنًا« :كيف يكتب الروائي ويغوص في التاريخ الفاطمي، اختصاصية ترميم المباني القديمة،
عن مدينة لا يعرفها؟ وكيف والمملوكي ،والعثمائي حتى أوائل فيكتب عن صبابته على نمط «أدب
يحكي تاريخها دون معرفته القرن العشرين .كما يذكر مقاهيها
بمعمارها الدال علي ذلك ،والعاكس وأصلها وما تعبر عنه ،ويتحدث الرسائل» إلى صديقه وأخيه
لروح شعبها ،وقيمه ،وتقاليده، عنها كركن أساس في أدب نجيب الحميم ،طالبًا منه ،أن يصغي
ومراحل تطور إنسانها ،ومرآة محفوظ العاشق ،أي ًضا ،للقاهرة بصبر إلى شكواه ،ووجده .كما
أمزجة حكامها الذين تعاقبوا القديمة .ولا يقدم الغيطاني هذا لا يفوته تسجيل نشوته بالعمارة
عليها فحاولوا ترك بصماتهم، العمل كدراسة تاريخية جامدة، التيمورية في سمرقند ،وبخارى
وبخاصة في العاصمة. وإنما حلق فيه بجناحي الفن
فكان لمسجد الخليفة/ ومقارنة مساجدها ومعالمها
السلطان مشفى ملحق
به ،ومدرسة ،وإيوان
واسع لاستضافة كبار
الزوار ،والوافدين».
سفر البنيان
في «سفر البنيان»
()2008 ،1997
حكايات روائية أبطالها
أبنية ،وبناءون،