Page 284 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 284

‫العـدد ‪32‬‬                          ‫‪282‬‬

                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

‫الخط الواصل‪..‬‬

‫بين روايتي «لهو الإله‬
                                                              ‫مختار سعد شحاتة‬
 ‫الصغير» و«الغميضة»‬

‫مضا ًفا إلى خطهما المشترك ككتابة‬    ‫من القطار؛ فهو ف ّخ يأخذك نحو‬            ‫اتفاق مبدئي‪:‬‬
      ‫جديرة بالاحترام والتقدير‪.‬‬    ‫هاوية سحيقة بها في نهاية الخط‬
                                                                        ‫اتفق أو اختلف على الأفكار ما‬
 ‫فما الخط الواصل بين‬                 ‫جثث وأشباح غير طيبة بالمرة‪،‬‬
       ‫الروايتين؟‬                  ‫لما كان يمكن أن يكون عم ًل أدبيًّا‬     ‫شئت‪ ،‬صنّف الكتابة كما تح ّب‪،‬‬
                                                                         ‫واختر لها المسمى المناسب‪ ،‬لكن‬
‫كلا الكاتبين؛ الطيب وعلاء الدين‪،‬‬                          ‫رصينًا‪.‬‬       ‫احذر أن تضعها تحت أي مسمى‬
   ‫أعادا في نصهما السؤال الأول‬          ‫اعتبر تلك نصيحة أولى قبل‬
  ‫حول الخير والشر‪ ،‬سؤال الإله‬        ‫الخوض في حديث حول عملين‬               ‫آخر لا يحترم القارئ‪ ،‬اقترب‬
                                  ‫أدبيين‪ ،‬تصادف نشرهما في فترة‬         ‫بلطف‪ ،‬واجعل فن الكتابة الإبداعية‬
  ‫والخلق‪ ،‬سؤال الذات وبواطنها‪،‬‬       ‫زمنية متقاربة‪ ،‬وربما يحتاجان‬
     ‫وهو ما تلحظه منذ التصدير‬        ‫للمزيد من الإشارة إليهما‪ ،‬نص‬         ‫والموهبة وحدهما قضبان قطار‬
                                  ‫رواية «لهو الإله الصغير» للدكتور‬           ‫قراءتك‪ .‬ربما ستتوقف عند‬
 ‫الأول في العملين‪ ،‬حيث جاء لدى‬        ‫طارق الطيب الصادرة عن دار‬
     ‫الطيب بمعنى إنساني واسع‬            ‫مسكيلياني للنشر والتوزيع‬         ‫محطات كثيرة‪ ،‬لا تقلق‪ ،‬فليست‬
                                        ‫بتونس مطلع ‪ ،2021‬ونص‬             ‫تلك إلا تساؤلات جديدة أو حتى‬
   ‫وغير مستتر حين كتب‪« :‬الآن‬            ‫«الغميضة» وليد علاء الدين‬       ‫قديمة‪ ،‬وهي المقصود‪ ،‬لكنها تمت‬
    ‫سأقاسمكم الأحلام‪ ..‬لأخفف‬      ‫الصادرة عن دار الشروق المصرية‬
‫عنكم نصف الوجع»‪ ،‬ويقابله هذا‬          ‫في النصف الآخر من ‪،2020‬‬               ‫إعادة تدويرها بحرفية زائدة‬
 ‫المعنى بشكل مباشر في الغميضة‬     ‫وكلاهما من القطع المتوسط‪ .‬ربما‬             ‫وموهبة جلية في فن الإيقاع‬
  ‫بتصدير علاء الدين الذي يقول‪:‬‬       ‫كان بينهما خط واصل وخفي‪،‬‬           ‫بالقاريء والتوريط في قلب العمل‬
   ‫«إلى وجه الإنسان‪ ..‬وهل هناك‬                                              ‫الأدبي‪ ،‬وإن لم يتوقف قطار‬
                                                                        ‫قراءتك منذ لحظة الانطلاق وع َب َر‬
                                                                         ‫على تلك المحطات دون توقف أو‬
                                                                         ‫توقف تو ُّق ًفا سري ًعا‪ ،‬فاقفز فو ًرا‬
   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288   289