Page 279 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 279

‫‪277‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

 ‫التجوال في أرجاء وأجواء القاهرة‬          ‫ليستخرج ‪-‬بأدوات بيئته‪-‬‬            ‫اليوم‪ .‬ثم في قسم التحقيقات‬
  ‫المُعزية العتيقة‪ ،‬وسرد حكاياتها‪.‬‬        ‫جواهره الأصيلة والعريقة‪.‬‬     ‫الصحفية‪ ،‬وبعد أحد عشر عا ًما في‬
                                      ‫وهدف الغيطاني لكشف النقاب‬
   ‫ويكتشف عالم درب الطبلاوي‬          ‫عن عالم آخر يعيش بيننا ونعيش‬        ‫ممارسة الصحافة أصبح رئي ًسا‬
     ‫المتفرع من شارع أم الغلام‪،‬‬      ‫فيه‪ :‬المعمار‪ .‬ولقد تعود الغيطاني‬    ‫للقسم الأدبي بأخبار اليوم‪ ،‬إلى‬
     ‫وسكة قصر الشوق‪ ،‬وسبيل‬                                               ‫أن قام بتأسيس وترؤس تحرير‬
       ‫الست زكية‪ ،‬وشارع المعز‪،‬‬                                           ‫جريدة أخبار الأدب عام ‪.1993‬‬

   ‫وخان الخليلي‪ ،‬وبين القصرين‪،‬‬                                               ‫والغيطاني صاحب مشروع‬
    ‫والسكرية‪ ،‬ومقهى الفيشاوي‪،‬‬                                            ‫روائي متميز استلهم فيه التراث‬
                                                                       ‫المصري ليخلق عالمًا روائيًّا خا ًّصا‪.‬‬
       ‫والغورية‪ ..‬إلخ‪ ،‬بحكاياتها‪،‬‬                                       ‫وقد لعب تأثره بصديقه وأستاذه‬
‫وفتواتها‪ ،‬وأهلها‪ ،‬وأزقتها الضيقة‪،‬‬                                      ‫الكاتب نجيب محفوظ دو ًرا أسا ًسا‬

     ‫وبيوتها العتيقة‪ ،‬ومشربياتها‬                                                         ‫في هذا المجال‪.‬‬
  ‫المتناسقة‪ .‬فيبدأ الكتابة مسكو ًنا‬
                                                                       ‫عمارة‪ ،‬وعمران الغيطاني‬
       ‫بتقلبات التاريخ والعمران‪،‬‬
    ‫وتصاريف البشر عبر الزمان‪،‬‬                                           ‫يبدأ الغيطاني بالعمارة والعمران‬
 ‫فيخط عمله الروائي «أوراق شاب‬                                              ‫وينتهي بالإنسان‪ ،‬يبدأ سرده‬
  ‫عاش ألف عام» (‪ ،)1969‬والذي‬
‫استدعى فيه مقولات المؤرخ الكبير‬                                         ‫المعماري بالحجر والشجر فيصل‬
   ‫ابن اياس ليؤرخ للحال الراهن‪،‬‬                                            ‫للبشر‪ .‬فخلف كل حجر قصة‬
     ‫ويصف حركة الفن المعماري‬
                                                                        ‫ينبش عنها‪ ،‬ويكشفها ويسردها‪.‬‬
     ‫«ساحة منازلات التاريخ‪ ،‬بل‬                                               ‫فكم من بشر م ُّروا من هنا‪،‬‬
  ‫وانعكاس لتدافع الأيديولوجيات‬                                               ‫وتاركين بصمات لا ُتمحى‪،‬‬
  ‫الساعية لترك شواهدها وآثارها‬
                                                                       ‫قصص فردية أو ملاحم تاريخية‪،‬‬
                   ‫الدالة عليها»‪.‬‬                                         ‫وشواهد تمجد ذواتهم أو‬
      ‫وفي رواية «الزيني بركات»‬
‫(‪ )1974‬يسرد ‪-‬ضمن ما يسرد‪-‬‬                                              ‫علامات معمارية خالصة‬
  ‫معالم القاهرة العمرانية في نهاية‬                                          ‫مجردة‪ .‬وما علي‬
    ‫عصر المماليك‪ ،‬ويستمر بمزج‬
    ‫الروائي بالتاريخي وبخاصة‬                                           ‫العاشق لهذا الفن‬
   ‫كتابات ابن إياس‪ .‬ويستكمل‬                                             ‫سوى السباحة‬
    ‫الغيطاني حكاية ما بداخله‬
 ‫نحو حي الجمالية‪ ،‬وسيدنا‬                                                  ‫في بحوره‬
‫الحسين في مجموعته‬                                                          ‫الممتدة‪،‬‬

                                                                       ‫مسجد ومدرسة‬
                                                                       ‫السلطان الناصر‬

                                                                            ‫حسن‬
   274   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284