Page 277 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 277

‫‪275‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

   ‫العارف‪ ،‬ذي الأحوال الباطنية‬        ‫أدوا ًرا تكميلية تتصل بها في‬      ‫حتى يريدون مجرد الاستمتاع‪،‬‬
    ‫والخواطر السرية‪ ،‬بمن يريد‬          ‫الصميم‪ ،‬تبقي هي الوسيلة‬              ‫وما على الكاتب إلا أن يكتب‬
     ‫الاجتماع المنفرد بهم بدائرة‬  ‫والغاية م ًعا (كانتا ما كانتا)‪ ..‬لقد‬
                                  ‫حققت جماعات وافرة من الكتاب‬           ‫ويكتب‪ ،‬متفر ًغا للكتابة‪ ،‬ومراقبًا‬
                   ‫المحبة النقية‬    ‫الآخرين أمجا ًدا كثيرة متعددة‬            ‫واقعه على كافة المستويات‪،‬‬
                                  ‫بسبب الكتابة أو بمحاذاتها‪ ،‬منها‬
   ‫أعماله ومشاركاته‬                 ‫المادي ومنها المعنوي‪ ،‬وظل هو‬         ‫ومطو ًرا نفسه باستمرار‪ ،‬ليس‬
        ‫وجوائزه‬                    ‫أبعد شخص عما يركض وراءه‬                  ‫عليه لوم ما لم يصنع سوى‬
                                  ‫الآخرون‪ ،‬ولو كانوا الجميع‪ ،‬ظل‬
         ‫النتاج الروائي‪« :‬ألعاب‬   ‫تار ًكا ما يركض الناس خلفه من‬         ‫ذلك‪ ،‬غير أن بعض الكتاب‪ ،‬ومن‬
      ‫الهوى»‪« ،2004 -‬أحمر‬             ‫أجل الكتابة بذاتها؛ ولذا علت‬        ‫بينهم صاحبنا بل على رأسهم‪،‬‬
       ‫خفيف»‪« ،2008 -‬باب‬          ‫كتابته المتبحرة في مناطقها‪ ،‬ومن‬          ‫لا يكتفون بهذا الدور الذاتي‪،‬‬
       ‫الليل»‪« ،2013 -‬حذاء‬          ‫ضمنها المنطقة الخطرة‪ ،‬منطقة‬
      ‫فيلليني»‪ ،2016 -‬وأخي ًار‬     ‫المهمشين والمنسيين وخلاصات‬           ‫بالرغم من كماله‪ ،‬وربما يجدون‬
  ‫«جنازة جديدة لعماد حمدي»‪-‬‬             ‫الطبقة السفلية‪ ،‬وبأسلوب‬             ‫فيه شيئًا من الأنانية أي ًضا؛‬
    ‫‪( 2019‬عن دار الشروق)‪.‬‬          ‫جديد مذهل‪ ،‬على معظم ما يل ِّون‬
  ‫نتاجات أخرى‪« :‬خلف النهاية‬         ‫الآخرون به صفحاتهم البيض‬            ‫فيبدعون إبدا ًعا مواز ًيا لإبداعهم‬
     ‫بقليل»‪ -‬مجموعة قصصية‬             ‫مهما يكن؛ لأنهم مستكينون‬                ‫المكتوب‪ ،‬مجتهدين في فتح‬
      ‫‪« ،2002‬كما يليق برجل‬           ‫مطمئنون وهو «على قلق كأن‬
    ‫قصير»‪ -‬مجموعة قصصية‬              ‫الريح تحته» كقول أبي الطيب‬            ‫آفاق أخرى للاحتكاك بالناس‬
    ‫‪« ،2003‬مائة غمزة بالعين‬        ‫المتنبي‪ ،‬ولا يزال يحبذ فرناندو‬         ‫العاديين البعيدين‪ ،‬أو المنتمين‬
   ‫اليسرى»‪ -‬مجموعة قصصية‬              ‫بيسوا وكتابه «اللاطمأنينة»!‬         ‫إلى حالتهم العقلية والواجدانية‬
                                        ‫يبدو ارتباط وحيد الطويلة‬        ‫مباشرة‪ ،‬وصاحبنا يصنع ندوته‬
                       ‫‪.2016‬‬            ‫بوسط البلد‪ ،‬ملتقى الأدباء‬         ‫في قلب المقهى‪ ،‬يحدد العنوان‪،‬‬
 ‫المشاركات‪ :‬شارك في مهرجان‬              ‫والمثقفين في الأفق المفتوح‪،‬‬
  ‫كفافيس اليوناني الدولي‪ ،‬وفي‬                                                 ‫ويدعو الضيوف‪ ،‬ويسمح‬
                                           ‫ارتبا ًطا شديد البساطة‬       ‫للغرباء وناشئة الأدب بالحضور‬
      ‫مهرجان المحبة باللاذقية‪،‬‬      ‫والسلاسة‪ ،‬خارج نطاق السأم‬
   ‫في ندوة «أثر الإعلام الجديد‬                                                 ‫إن أحبوا‪ ،‬ويوثق اللحظة‬
   ‫على الواقع العربي بمستوياته‬          ‫من معلبات الأدب والثقافة‬             ‫بتدوينها بالقلم وتصويرها‬
 ‫المختلفة» بالأردن عام ‪،2001‬‬      ‫وصناديق الرؤى والأفكار‪ ،‬يبدو‬                ‫بالفوتوغرافيا‪ ..‬لكل كاتب‬
 ‫في معرض الكتاب بتونس عام‬                                                   ‫مدرسته‪ ،‬وله هو مدرستان‪،‬‬
‫‪ ،2010‬في معرض الكتاب بأبو‬           ‫ارتبا ًطا صوفيًّا بامتياز‪ ،‬يتنقل‬        ‫إحداهما لحظة التجلي الأدبي‬
 ‫ظبي عام ‪ ،2014‬في مهرجان‬               ‫في أثنائه‪ ،‬بخفة طائر مغرد‪،‬‬       ‫التي تخص روحه تما ًما‪ ،‬وتكون‬
   ‫الشارقة عام ‪ ،2015‬في ندوة‬          ‫من مكان لمكان‪ ،‬ومن جماعة‬              ‫في بيته‪ ،‬ولا تكون مشاركته‬
                                        ‫لجماعة‪ ،‬متوخيًا‪ ،‬في خلال‬          ‫في ساعاتها متاحة لأحد‪ ،‬مهما‬
      ‫«الرواية والسينما» بوه ارن‬                                           ‫دنت درجة قربه‪ ،‬والثانية في‬
          ‫بالج ازئر عام ‪.2015‬‬     ‫التجوال المخطط والعشوائي (أي‬           ‫رحبة أحضان الشمس والهواء‬
                                      ‫منتج امتزاج الأضداد)‪ ،‬لقاء‬            ‫متاحة للجميع‪ ،‬رغبة منه في‬
  ‫الجوائز‪ :‬أبرزها جائزة ساويرس‬                                           ‫نشر الثقافة والأدب‪ ،‬كما يقول‬
  ‫للرواية (فئة كبار الكتاب) لعام‬  ‫سكان فؤاده الأصليين فإن عد ًدا‬             ‫وكما هو ذائع‪ ،‬وفي التوعية‬
                                      ‫منهم هناك‪ ،‬وغار ًقا في حوار‬        ‫الإنسانية العامة وتعويد الخلق‪،‬‬
      ‫‪ ،2015‬عن روايته «باب‬            ‫داخلي شجي مع الذات؛ كأنه‬            ‫لا سيما الأجيال الأصغر ِسنًّا‪،‬‬
                         ‫الليل»‬      ‫مقدمات وصال المريد المجتهد‬             ‫على المناقشة الحرة والحوار‬
                                                                          ‫الشامل وكسر مهابة اللقاءات‬
                                                                        ‫المتخصصة‪ ..‬وإنما تبقى الكتابة‬
                                                                             ‫عنده‪ ،‬وإن لعب إلى جوارها‬
   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282