Page 288 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021

‫العـدد ‪32‬‬ ‫‪286‬‬

‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

‫ثنائية الإرهاب والموت في‬

‫أدب ما بعد الأزمة الجزائرية‬
‫خديجة مسروق‬
‫(الجزائر) خرافة الرجل القوي وزوج‬

‫بغال أنموذ ًجا‬

‫حيث قامت الرواية الجزائرية‬ ‫الأدب الجزائري في المرحلة‬ ‫عملت الرواية الجزائرية منذ‬
‫التسعينية بكسر النمط السردي‬ ‫التسعينية؟‬
‫ولادتها على ملامسة الواقع‪،‬‬
‫الكلاسيكي الذي ظل حاص ًل‬ ‫تميز المشهد الأدبي الجزائري‬ ‫ونقله بأمانة للقارئ‪ ،‬ضمن‬
‫بموضوع الثورة والاستعمار‬ ‫(الرواية) خلال تلك المرحلة‬ ‫التأريخ للثورة الجزائرية‪ ،‬إلى‬
‫الفرنسي للجزائر‪ ،‬بالانتقال‬ ‫تدوين العشرية السوداء التي‬
‫إلى موضوع العنف والإرهاب‬ ‫بطابع خاص تمخض عنها أدب‬ ‫وقعت في سبعينيات القرن‬
‫الأزمة‪ ،‬وقد عرف أي ًضا بـ»الأدب‬ ‫الماضي‪ ،‬عرفت فيها الجزائر‬
‫والموت‪ ،‬وهي موضوعات‬ ‫المأساوي» و»الأدب الاستعجالي»‪.‬‬ ‫أنها ًرا من الدماء‪ ،‬نتيجة للصراع‬
‫لخصت فواجع ومآسي العشرية‬ ‫بين جبهتين متناقضتين (السلطة‬
‫إذ يعد أدب الأزمة من أهم‬ ‫والعناصر الإسلامية المسلحة)‪.‬‬
‫السوداء‪.‬‬ ‫النتاجات الإبداعية الجزائرية في‬ ‫وحاول الروائي الجزائري‬
‫وإذا كانت مرحلة التسعينيات‬ ‫وصفه للحرب الأهلية الطاحنة‬ ‫في فترة التسعينيات التفاعل‬
‫مع الأزمة الراهنة‪ ،‬ومواكبة‬
‫قد حفلت بالأدب المأساوي‪،‬‬ ‫التي وقعت بين أبناء البلد‬
‫فإن الرواية الجزائرية بعد هذه‬ ‫الواحد (الجزائر)‪ ،‬وقد تجسد‬ ‫المستجدات بشكل دقيق‪،‬‬
‫المرحلة نحت من ًحى تجريبيًّا‪ ،‬من‬ ‫من خلال العديد من الأعمال‬ ‫والتأسيس لنص روائي يؤرخ‬
‫دون أن تحدث القطيعة مع أدب‬ ‫الروائية منها رواية «الشمعة‬ ‫لتلك المرحلة الحاسمة في حياة‬
‫الأزمة‪ .‬فهل بات من الضروري‬ ‫والدهاليز» للطاهر وطار‪ ،‬ورواية‬
‫على الروائي الجزائري أن يبقى‬ ‫«سيدة المقام» لواسيني الأعرج‪،‬‬ ‫الجزائريين‪ .‬فما هي مظاهر‬
‫رهين الكتابة عن أزمة العشرية‬
‫على سبيل المثال لا الحصر‪،‬‬