Page 6 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 6
العـدد 32 4
أغسطس ٢٠٢1
إذا كان المسلمون في لحظة الضعف افتتاحية
التي يمُّرون بها ،يحاول نفر منهم أن
سمير درويش
يعيد تأويل بعض الموروث القديم،
ويحاول إيجاد مبِّررات للخطابات التي رئيس التحرير
تلائم اللحظة الراهنة ،فما الذي يمنع
صراع الأصوليات..
مسيحيو الشرق من ذلك ،بالرغم
من أن الغرب تجاوز هذه الإنتاجات عن رفض مسيحيي الشرق
القديمة ،وانطلق باتجاه مزيد من مبدأ الفصل الغربي!
الحرية والديمقراطية واحترام حق
الغير في اعتقاد ما يشاء؟
لا ننسى أن السلفيين كانوا متو ِّرطين أتصور أن الأصولية الدينية هي
-بشكل ما -في تفجير كنيسة القديسين
مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم التي ضيَّعت ثورة يناير ،2011وزرعت
بذور الفرقة بين شركاء الميدان قبل أن
الشهداء ليلة الميلاد عام 2011بمنطقة ينفض ،على الرغم من الصورة التي تم
سيدي بشر بالإسكندرية.
ترويجها عن الاندماج والتماهي بين
على الطرف الآخر ،وقبل الثورة بأسابيع، شباب المسلمين وشباب المسيحيين،
كان الشباب المسيحي غاضبًا لأن السلطات فقادة الإخوان -الذين كانوا يحركون
نسبة مه َّمة من شباب الثورة -تركوا
منعت الصلاة في أحد المباني بمنطقة الثوار وذهبوا إلى اجتماعات مع القادة
العمرانية بالجيزة ،وقد تجمهروا ورشقوا السياسيين في نظام مبارك بحثًا عن
مبنى المحافظة بالحجارة ،في مشهد قلي ًل ما (غنيمة) مناسبة تعادل دورهم -أو تزيد
نراه ،ثم تطور الأمر في أكتوبر 2011حينما عنه كثي ًرا حسب شطارتهم في التفاوض-
خرجوا في مسيرة اعترا ًضا على هدم الأهالي ثم تركوا الشباب مرة أخرى في محمد
-وقت الانفلات الأمني -كنيسة في قرية محمود ومجلس الوزراء في نوفمبر 2011
المريناب بأسوان ،والتطورات الدموية التي وذهبوا للانتخابات ،وسيَّروا مظاهرات
تأييد للمجلس العسكري الذي كان حاك ًما
رافقت المظاهرات ،والتي نذكرها جمي ًعا. وقتها لأنهم رأوه طريقهم للحكم ،وطب ًعا
الذي لفت نظري -وقتها -أن المتظاهرين
المسيحيين الذي تج َّمعوا بالآلاف أمام