Page 115 - ملف الإنجاز - portfolio
P. 115

‫ما أثارني من المساق‬

‫كما عودنا د‪ .‬نبيل سعدة بتميزه في العلم والمعرفة وإلمامه في المواد والمعلومات‪ .‬فقد أثارتني في إحدى‬
 ‫محاضراته جملة عندما تحدث عن الأدباء والفلاسفة الغربيين‪ .‬فقال‪ " :‬أنا بستغرب أحيا ًنا كيف‬
  ‫شخص بيشتغل معلم بدون ما يقرأ "الحرب والسلام" لتوليستوي‪" ،‬والأرض الطيبة" ليبرل باك‪،‬‬
‫"وتربية المضطهدين في الأرض" لباولو فريري‪ ،‬ولتشارلز ديكنز‪ ."...‬صدقا أنا أعمل معلمة منذ تسع‬
   ‫سنوات ولم أقرأ أو تعرفت حتى الآن على تلك الروايات وهؤلاء الأدباء‪ .‬فشعرت أن هذه الجملة‬
 ‫سببت لي إحرا ًجا مع نفس ي‪ ،‬ولكنها دفعتني أن أتوجه لإحدى المكتبات لأقتني هذه الروايات ونويت‬
   ‫على قراءتها في أوقات الفراغ‪( .‬ما فعله د‪ .‬نبيل في كلامه أعلاه أنه دفعني وربما دفع غيري للهدي‬
                                             ‫الذاتي للتعلم‪ .‬شك ًرا لك محاضري الموقر)‪.‬‬
  ‫وفي هذا التصريح ذكر د‪.‬نبيل عن حالة عامة تظهر في مجتمعنا‪ .‬أن الإنسان المتعلم الذي يحمل‬
 ‫الشهادة الأكاديمية يكتفي بها ويعتقد أنه أنجز ما عليه وانتهى من الأمر وهذا يكفيه طول العمر‪.‬‬
    ‫فهو لا يقرأ‪ ،‬لا يطالع‪ ،‬لا يتطور‪ ،‬لا يتقدم إنما يبقى على حاله على اعتباره أنه صار معل ًما ولا‬
     ‫هناك حاجة ليفعل ش يء‪ .‬ولكن يجب أن نغير هذه النظرة الخاطئة فعلى الإنسان أن يتقدم‬
     ‫ويتطور حتى لا يصنف في قائمة "المعلم العتيق"‪ .‬فالحديث يقول‪" :‬اطلبوا العلم من المهد إلى‬
 ‫اللحد"‪ .‬ود‪ .‬نبيل سعدة يقول‪ " :‬إذا انقطع المعلم عن التعلم ماذا بقي منه معلما؟"‪ .‬والإجابة أنه لا‬
‫منه يبقى شي ًئا ولا يصلح لأن يكون معل ًما‪ .‬فطالب العلم لا يشبع من العلم‪ .‬حيث أن وظيفة المعلم‬
     ‫أن يدعو الناس إلى التعلم‪ ،‬فالأولى أن تدعو نفسك أولا‪ .‬الاهتداء الذاتي للتعليم والتعلم هي‬
   ‫مهارات‪ ،‬فاذا انت فاقد لهذه المهارات وليست متوفرة لديك فلا تعطي‪ .‬وفاقد الش يء لا يعطيه‪.‬‬

                                                     ‫‪115‬‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120