Page 12 - merit 53
P. 12
العـدد 53 10
مايو ٢٠٢3
ظهرت فيها بعدسة التلسكوب الفضائي عما ٍءما تحته هوا ٌء وما
جيمس ويب آلاف المج َّرات التي تش َّكلت فوقه هوا ٌء وما ثم خلق
ُبعيد الانفجار العظيم قبل أكثر من 13مليار عرشه على الماء” (وأخرجه
سنة”؟! أين يمكن وضع الصورة المختزلة الترمذي ( )٣٣٦٨من
للسموات السبع التي فوقها عرش الرحمن، طريق يزيد بن هارون،
والأراضين السبع ،ومسيرة الخمسمائة بهذا الإسناد ،وقال :حديث
سنة؟ لا شك أن الأمر يضع العقل البشري حسن! وفي مسند أحمد
في حيرة كبيرة ،ويجعل جميع الأسئلة ( ،)١٦١٨٨وصحيح ابن
(التراثية) حول الأديان وسردياتها عن الله
والكون وبدء الخلق بلا إجابات مقنعة. حبان ( ،)٦١٤١وانظر
تعليق ابن حبان على قوله:
علم الكونيات :دراسة الكون
“كان في عماء” .العماء:
في مقابل السردية الدينية المبسطة لنشأة السحاب الأبيض ،هكذا هو
الكون وخلق الحياة على الأرض ،ثمة
في كلام العرب).
نظريات علمية متعددة تحاول إيجاد تفسير، وبصرف النظر عن
معتمدة على التقدم الجبار في وسائل العلم، العمومية والتبسيط المخل في القول إن
سواء بتطوير تليسكوبات عملاقة تستطيع “عرشه كان على الماء” ،حيث لم يقل أي
أن ترى حتى مسافات كبيرة ج ًّدا ،وتلتقط ماء (وإن كان العهد القديم قال في سفر
الخروج إن الماء تحت الأرض!) ،ولا ماذا
صو ًرا للكون ،قديمة وحديثة كما ذكرنا، كان يصنع عليه ،أو كيف كان في عماء؟
حتى أنها صورت الكون عقب الانفجار أي في سحابة! ما حجم هذه السحابة وأين
العظيم (المفترض) ،أو باختراع مركبات توجد ..إلخ الأسئلة المنطقية التي يبدو أنها
فضائية استطاعت أن تحمل العلماء إلى القمر كانت مطروحة في زمن النبي وليس في زمننا
وإلى الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية، هذا فقط كما ورد في الأحاديث التي نقل ُتها
أو اكتشاف النظريات الرياضية والفيزيائية عن أمهات الكتب ،والتي يقدسها المسلمون
التي مكنت هؤلاء العلماء من معرفة الكون ويعتقدون في صحتها المطلقة ،لدرجة أن
فري ًقا منهم يقولون إن الأحاديث تنسخ
ومفرداته.
إن «علم الكونيات هو الدراسة العلمية القرآن نفسه بحسب وقت النزول!
لخصائص الكون ككل .يسعى إلى استخدام أقول :بصرف النظر عن ذلك فإن كلام
المنهج العلمي لفهم أصل الكون كله وتطوره النبي الذي ورد في الحديث عند ابن كثير
ومصيره النهائي .مثل أي مجال من مجالات يحدد (بدقة) أن فوق الأرض ثمة سبعة
العلوم ،يتضمن علم الكونيات تشكيل سموات ،بين كل منها 500سنة ،وتحتها
نظريات أو فرضيات حول الكون تقدم ست أراضين –وهي السابعة -بين كل منها
تنبؤات محددة للظواهر التي يمكن اختبارها 500سنة أي ًضا ،وأظنه يقيس المسافة بسير
من خلال الملاحظات .اعتما ًدا على نتيجة الإبل ،لأنهم لم يكونوا يعرفون غيرها في
الملاحظات ،يجب التخلي عن النظريات أو هذا الزمن( ،لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض
مراجعتها أو توسيعها لاستيعاب البيانات. السفلى لهبط على الله)! فكيف يمكن أن نقول
النظرية السائدة حول أصل الكون وتطوره عن هذا الآن بعد أن “نشرت وكالة الفضاء
هي ما يسمى بنظرية الانفجار العظيم”(.)2 الأمريكية (ناسا) أعمق صورة للكون على
الإطلاق يت ُّم التقاطها بالأشعة تحت الحمراء،