Page 257 - merit 53
P. 257

‫الملف الثقـافي ‪2 5 5‬‬

         ‫أيام من المونديال»‪.‬‬     ‫ومقدمته من وسيلة إعلامية‬           ‫خارج حدود دوله‪ ،‬وكيل‬
      ‫ولم تسلم روسيا عند‬                      ‫ألمانية شهيرة‪.‬‬     ‫الاتهامات والتشكيك في قدرة‬
  ‫استضافتها للمونديال عام‬                                        ‫الدول المستضيفة على تنظيم‬
     ‫‪ 2014‬من هذا الخطاب‬            ‫«مونديال جنوب أفريقيا‬
  ‫المتلاعب‪ ،‬عندما ُل ِّوح بملف‬          ‫والتحديات الأمنية»‬          ‫هذا الحدث العالمي الكبير‪،‬‬
       ‫الحريات في هذا البلد‪.‬‬                                     ‫وما حدث مع جنوب أفريقيا‬
‫لذلك‪ ،‬لم يكن منتظ ًرا من هذا‬      ‫«خمسون عملية قتل تسجل‬           ‫والبرازيل وحتى روسيا في‬
  ‫الإعلام أن يشيد بقطر عند‬           ‫يوميًّا في جنوب أفريقيا‪،‬‬     ‫آخر ثلاث نسخ تواليًا ليس‬
  ‫استضافتها للمونديال‪ ،‬ولا‬
  ‫أن يكون محاي ًدا فينتقد من‬      ‫التي تعتبر من البلدان الأقل‬                ‫بخا ٍف على أحد‪.‬‬
   ‫أجل البناء كما ي َّدعي؛ لأنه‬      ‫أمنًا في العالم الأمر الذي‬     ‫فلقد أسالت وسائل إعلام‬
 ‫ببساطة منكفئ على نفسه لا‬
 ‫يرى أي نجاح خارج القارة‬          ‫يعزز المخاوف من أن تعكر‬              ‫غربية كثي ًرا من الحبر‬
 ‫العجوز‪ ،‬ولكن الحملات على‬            ‫الجريمة صفو المباريات‬         ‫للانتقاص من قدرة الدول‬
   ‫استضافة قطر للمونديال‬                                          ‫المستضيفة من خارج القارة‬
    ‫لم تكن كسابقاتها‪ ،‬حيث‬         ‫وأمن المنتخبات والمشجعين‬        ‫العجوز على تنظيم المونديال‬
     ‫لم يتعرض بلد مضيف‬                ‫الوافدين إلى البلاد عند‬
     ‫للمونديال من قبل لهذا‬           ‫انطلاق مونديال ‪.2010‬‬             ‫بالصورة المطلوبة‪ ،‬ففي‬
    ‫الكم من خطاب التشويه‬                                              ‫مونديال جنوب أفريقيا‬
                                 ‫موقع قناة دويتشه فيله ‪DW‬‬         ‫‪ 2010‬أفردت هذه الوسائل‬
                 ‫والتلاعب‪.‬‬         ‫بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر ‪.2009‬‬            ‫الإعلامية مساحات كبيرة‬
     ‫ختا ًما‪ ،‬فإن من الأهمية‬                                       ‫للحديث عن غياب الأمن في‬
                                 ‫ووصل الأمر إلى حد المعايرة‬       ‫هذا البلد‪ ،‬ما أدى إلى تراجع‬
       ‫بمكان إدراك خطورة‬             ‫بالفقر‪ ،‬والإضرابات كما‬       ‫أعداد المشجعين الذين كانوا‬
‫التلاعب في الخطاب بمختلف‬             ‫حدث مع البرازيل عندما‬             ‫ينتظرون هذه المناسبة‬
 ‫أشكاله؛ لأنه يبني تصورات‬            ‫استضافت المونديال عام‬             ‫لمساندة منتخباتهم في‬
                                    ‫‪ ،2014‬فعنون موقع قناة‬        ‫المسابقة الأبرز عالميًّا‪ ،‬ويكفي‬
      ‫خاصة عند الجماهير‪،‬‬               ‫فرانس ‪ 24‬تقري ًرا له‪،‬‬          ‫عنوان مثل هذا التقرير‬
     ‫ويسيطر على التمثيلات‬
     ‫الاجتماعية التي بدورها‬      ‫بتاريخ ‪ 7‬يونيو ‪ 2014‬قبيل‬
    ‫تسيطر على أفعال الناس‬          ‫انطلاق المنافسات‪ ،‬بـ»ساو‬
 ‫وتصرفاتهم واستجاباتهم‪..‬‬         ‫باولو تغرق في الفوضى قبل‬
  ‫خطورة هذا الأمر تكمن في‬
     ‫تكوين أو تثبيت مفاهيم‬
 ‫ومعتقدات خاطئة عن الدولة‬
‫والمنطقة وهو ما يوسع الهوة‬
‫بين الغرب والشرق‪ ،‬وتفشل‬
  ‫معه كل محاولات التقريب‬

                    ‫الثقافي‪.‬‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262