Page 33 - مجلة جمارك عمان العدد 5
P. 33

‫التفتي�ش الجمركي من منظور قانوني‬

             ‫النقيب ‪ /‬محمد بن صالـح الغافــري‬                                 ‫التفتي���ش الجمرك�ي ه�و التفتي���ش ال�ذي تق�وم ب�ه الجم�ارك م�ن �أج�ل‬
             ‫قســـــم الشـــــــؤون القانونيــــــة‬                           ‫فح�ص ومعاينة الب�ضائع‪ ،‬ومراقبة الركاب وو�س�ائل النقل بغر�ض الت�أكد‬
                                                                              ‫م�ن توافقه�ا م�ع القوان�ين واللوائ�ح ال�س�ارية‪ .‬وهن�اك نطاق�ان �أ�سا�س�يان‬
‫القيام بهذه الوظيفة مثل �أجهزة التفتي�ش الآلي با أل�شعة و أ�جهزة الر�صد‬       ‫للتفتي���ش الجمرك�ي‪ ،‬حي�ث ح�دد قان�ون الجم�ارك الموح�د أ�ن للجم�ارك‬
          ‫ا إل�ش�عاعي و�أجه�زة التحلي�ل الذري والق�ارئ الالكتروني‪.‬‬            ‫الح�ق في التفتي���ش والمعاين�ة وف�ق النط�اق الم�كاني في الدوائ�ر الجمركي�ة‬
                                                                              ‫بجميع المنافذ‪ ،‬كما ي�ش�مل التفتي���ش الجمركي �س�ائر �أنحاء �سلطنة عمان‬
‫و إ�ذ إ�ن �أهمي�ة التفتي���ش الجمرك�ي ت�برز �إلى جان�ب مكافح�ة التهري�ب‬       ‫بعد ا إلفراج عن الب�ضائع‪ ،‬كما حدد النطاق الزماني للتفي�ش الجمركي‪،‬‬
‫الجمرك�ي ف�إنه�ا كذل�ك تحق�ق المحافظ�ة عل�ى الم�ال الع�ام‪ ،‬لل�س��عي نح�و‬      ‫بعد ت�سجيل البيان الجمركي في أ�ي وقت منذ و�صول الب�ضائع إ�لى �سلطنة‬
‫النم�و الاقت�ص�ادي‪ ،‬ال�ذي ي���ؤدي �إلى الرفاه�ة الاجتماعي�ة وفق� ًا لمب�د أ�‬  ‫عم�ان‪ ،‬حي�ث يت�م التفتي���ش الجمرك�ي عل�ى الب�ضائ�ع الم�س��توردة ‪ ،‬قب�ل‬
                                                                              ‫عملي�ة ا إلف�راج ع�ن تل�ك الب�ضائ�ع ‪ ،‬حي�ث أ�ن التفتي���ش يت�م لغر���ض إ�نه�اء‬
                                                                              ‫الإج�راءات الجمركي�ة وف�ق القواع�د والقوان�ين ‪ ،‬وعل�ى أ�ث�ره يت�م تحدي�د‬
                                                                              ‫ن�سبة الك�شف والمعاينة ‪ ،‬وفق ًا لكفاية الم�ستندات ولأ�س�س ومعايير الخطر‬

                                                                                                          ‫بن�اء عل�ى القواع�د المعم�ول بها ‪.‬‬
                                                                              ‫وفي بع���ض ا ألحي�ان يت�م التفتي���ش عن الب�ضائع خ�ارج الدائرة الجمركية‪،‬‬
                                                                              ‫وغالب� ًا تت�م ه�ذه العملي�ة لأغرا���ض مكافح�ة التهري�ب الجمرك�ي أ�و‬
                                                                              ‫لأغرا���ض التدقي�ق اللاح�ق ل�ضم�ان الت�زام العم�لاء بالقواع�د والقوان�ين‬
                                                                              ‫الجمركية حيث �إن القانون أ�كد على �أحقية الدائرة الجمركية في �إجراء‬
                                                                              ‫المعاين�ة �س�واء كان�ت كلي� ًا أ�و جزئي� ًا‪ ،‬بحي�ث يكون نقل الب�ضائ�ع إ�لى مكان‬
                                                                              ‫المعاينة وفتح الطرود و�إعادة تغليفها وكل الأعمال ا ألخرى التي تقت�ضيها‬
                                                                              ‫المعاين�ة‪ ،‬عل�ى نفق�ة مال�ك الب�ضاع�ة‪ ،‬ويكون الم�س���ؤول عنها حت�ى و�صولها‬
                                                                              ‫إ�لى م�كان المعاين�ة �إلا �إن�ه لا يج�وز نق�ل الب�ضائ�ع م�ن المخ�ازن الجمركي�ة‬
                                                                              ‫�أو م�ن الأماك�ن المح�ددة للمعاين�ة دون موافق�ة الدائ�رة الجمركية‪ ،‬وعند‬
                                                                              ‫ال�ض�رورة تج�ري الدائ�رة الجمركي�ة التفتي���ش والمعاين�ة قب�ل تبلي�غ مال�ك‬
                                                                              ‫الب�ضاع�ة �أو م�ن يمثل�ه م�ن قب�ل اللجن�ة الم�ش�كلة بق�رار م�ن المدي�ر الع�ام‬
                                                                              ‫للجم�ارك‪ ،‬كم�ا �أن الم�ش�رع نظ�م عملي�ة تحلي�ل الب�ضائ�ع م�ن قبل الجهات‬
                                                                              ‫المخت�ص�ة للتحق�ق م�ن ن�وع الب�ضاعة أ�و موا�صفاته�ا أ�و مطابقتها للقوانين‬
                                                                              ‫وا ألنظمة ال�سارية‪ ،‬كما �أجاز القانون ا إلفراج عن الب�ضائع لقاء �ضمانات‬
                                                                              ‫تكف�ل ع�دم الت�ص�رف به�ا إ�لا بع�د ظه�ور نتيج�ة التحلي�ل وت�س�ديد القيود‪،‬‬
                                                                              ‫و إ�ذا ما ثبتت �أنها م�ضرة أ�و غير مطابقة للموا�صفات المعتمدة‪ ،‬ف إ�نه يتم‬
                                                                              ‫�إتلافه�ا عل�ى نفق�ة �أ�صحابه�ا بح�ضورهم �أو من يمثله�م ويعاد ت�صديرها‬

                                                                                                   ‫إ�لى م�صدره�ا �إذا ا�س�توجب الأم�ر ذل�ك ‪.‬‬
                                                                              ‫وت�س��تخدم كاف�ة الم�س��تحدثات التكنولوجي�ة الت�ي تمك�ن الجم�ارك م�ن‬

‫‪32‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38