Page 30 - مجلة جمارك عمان العدد 5
P. 30
من ذاكرة الجمارك
�إ�سكندر حنا
ودوره في تطوير العمل الجمركي في ُعمان
( 1921ــ )1960
متابعة وإعداد �أدرك ال�س�لطان تيمور بن في�صل آ�نذاك أ�همية إ��صلاح النظام الجمركي
الوكيل أول /إسحاق بن إبراهيم البوسعيدي ك�أحد �أبرز الحلول للخروج من الأزمات المالية العديدة التي كانت تع�صف
قســــــــم العلاقــــــــــات العامــــــــــة ب�س�لطنة ُعم�ان ،ل�ذا حر��ص عل�ى تنظي�م م�ؤ�س�س�ة الجم�ارك وا�س�تقطاب
ع�دد م�ن الخرباء العرب لإدارتها وتوجيهها التوجي�ه ال�صحيح ،فظهرت
وق�د لع�ب �إ�س�كندر ح ّن�ا دو ًرا مه ًم�ا في إ�ع�داد وتعدي�ل ه�ذه القوانني العدي�د م�ن ا أل�س�ماء الت�ي تعاقب�ت عل�ى العم�ل في ه�ذه الم�ؤ�س�س�ة بفروعها
وبا ألخ��ص خالل الفرتة م�ا بني 1927حت�ى ،1938إ�ذا م�ا ذهبن�ا �إلى المختلف�ة ،مث�ل :عب�د ال�السم ح�نيس غ ّن�ام ،و أ�حمد زكي عب�ده ،وعبد الله
ال�ر�أي القائ�ل ب��أن �إع�داد ال�ص�ورة ا ألولي�ة م�ن تل�ك القوانني ق�د تم قب�ل �أفندي مدير جمرك م�سقط ،و أ�حمد حمدي أ�فندي مدير جمارك مطرح
و�صول�ه �إلى م�س�قط في ع�ام ،1921عل ًم�ا ب��أن الباح�ث العم�ري ق�د ذهب في ع�ش�رينيات الق�رن الما�ض�ي ،كم�ا ب�زغ نج�م موظ� ٍف آ�خ�ر أ�كم�ل م�ريسة
�إلى أ�ن �إ�س�كندر ح ّن�ا ه�و م�ن أ��ش�رف عل�ى إ�ع�داد القوانني الجمركي�ة م�ن قبل�ه ،ولع�ب دو ًرا مه ًم�ا في تنظي�م عم�ل الجم�ارك العمانية على مدى
لم�س�قط ،وربم�ا اخت�ار الباح�ث محم�د العم�ري تاري�خ 1920لاعتق�اده أ�ن أ�ربعة عقو ٍد من العمل ،بتاريخ 12يناير � 1921أر�سل القن�صل البريطاني
�إ�س�كندر ح ّن�ا كان موج�و ًدا وقتها بعم�ان ،فقد عززت تلك القوانين قدرة في م�س�قط خطا ًب�ا إ�لى تريف�ور Trevorالمقي�م ال�سيا�س�ي البريط�اني في
الإدارة المركزي�ة للجم�ارك بم�س�قط عل�ى م�د نفوذه�ا �إلى بقي�ة المناط�ق بو�ش�هر يفي�د فيه�ا ب��أن حكوم�ة زنجب�ار �أفادت�ه ب�أ�س�ماء �أربع�ة موظفني،
الت�ي به�ا موان�ئ بحري�ة ،وبالت�الي الزي�ادة الحتمي�ة لمداخي�ل المحط�ات يخدم�ون في الوق�ت الح�الي بالع�راق ،وه�م م�ؤهل�ون للعم�ل في جم�ارك
الجمركي�ة البعي�دة ع�ن م�س�قط ،كم�ا أ�ح�دث تطبيقه�ا نو ًع�ا م�ن زي�ادة م�س�قط ،ولديه�م الرغب�ة للانتق�ال إ�ليه�ا للعم�ل ،طال ًب�ا من�ه مخاطب�ة
الوع�ي والفه�م ل�دى التج�ار والمواطنني بطبيع�ة ا ألنظم�ة الجمركية التي الجه�ات المعن ّي�ة بالع�راق من �أجل الح�صول على خدماتهم في أ�قرب وق ٍت
ممك�ن ،مقاب�ل 300ـ�ـ 400روبي�ة �ش�هر ًيا كروات�ب ،عل�ى أ�ن يتم تحديدها
يت�م تطبيقه�ا م�ن قب�ل الحكوم�ات المعا�ص�رة. بع�د الاطالع عل�ى م�ؤهلاته�م وخدماته�م ،و�س�تتحمل حكوم�ة م�س�قط
نظ ًرا للجهد الكبير الذي بذله �إ�سكندر ح ّنا في إ�دارة الجمارك العمانية
وا إل�شراف على محطاتها المختلفة ،فقد حر�صت الحكومة العمانية على تكاليف �س�فرهم.
الا�س�تعانة ب�ه والا�س�تفادة م�ن خبرات�ه ألكرب م�دة زمني�ة ،حي�ث كان�ت وبالفع�ل فف�ي 20يناي�ر � 1921أر�س�ل المقي�م تريف�ور Trevorالخط�اب
الجم�ارك في مقدم�ة م�ص�ادر الدخ�ل قب�ل ظه�ور النف�ط وت�صدي�ره في رق�م 125إ�لى المفو��ض ال�س�امي ببغ�داد طال ًب�ا م�س�اعدته في الح�ص�ول
فترة مت أ�خرة من �ستينيات القرن الما�ضي ،لذا كان وجود �إدارة جمركية على خدماتهم ل�صالح حكومة م�س�قط ،وهم� :ش�فيق �أفندي الده�ش�وري،
واعية من �ش أ�نه ا إل�سهام في تح�سين الو�ضع المادي ،والقيام بالإ�صلاحات
محم�ود محم�د مك�ي ،ب�ش�ارة الطرابل�س�ي ،إ��س�كندر ح ّن�ا .
في الثام�ن م�ن ربي�ع ا آلخ�ر م�ن ع�ام 1342ه�ـ المواف�ق ال�س�ابع ع�ش�ر م�ن
نوفمرب 1923م أ�ر�س�ل مجل��س وزراء �س�لطنة عم�ان خطا ًب�ا إ�لى إ��س�كندر
أ�فن�دي ح ّن�ا يفي�د باختياره مدي ًرا عا ًما للف َر�ض (الجمارك ال�س�لطانية)،
وذل�ك “لم�ا توقع�وه م�ن الهم�ة والاجته�اد والن�ش�اط في ا ألعم�ال ،للقي�ام
ب إ�ج�راءات ل�وازم ا إلدارة العمومي�ة للجم�ارك ال�س�لطانية”.
وق�د تج�دد اختي�ار ا�س�كندر �أفندي ح ّنا مدي� ًرا للجمارك ال�س�لطانية أ�كثر
م�ن م�رة من�ذ و�صول�ه لم�س�قط في ع�ام ،1921وحت�ى مغادرت�ه النهائي�ة في
يناي�ر 1960ب�س�بب مر�ض�ه ،وت�ريش الوثيق�ة ا آلتي�ة الت�ي تع�ود إ�لى التا�س�ع
م�ن دي�س�مبر ع�ام � 1927إلى أ�ح�د تل�ك الاتفاف�ات بين�ه والحكومة .
29