Page 87 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 87

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬             ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫فيهمـا‪ ،‬وهـو السـبيل لتبنـي قيـم التسـامح‬                    ‫‪ - 3‬الأبعاد الاجتماعية للأمن القومي‪:‬‬
‫الفكـري‪ ،‬ويبـث الثقـة بالنفـس‪ ،‬ويدفـع نحـو‬
‫الإبـداع العقلـي‪ ،‬والابتـكار المتجـدد‪ ،‬ويحقـق‬          ‫	•البعـد الإنسـاني‪ُ :‬يعـد الإنسـان هـو مصـدر‬
‫الطمأنينـة والسـعادة والرضـا‪ ،‬ويوجـه السـلوك‬           ‫القـوة أو ضعفهـا‪ ،‬فهـو العامـل المؤثـر فـي‬
‫علـى أسـس مـن الإيمـان الصـادق‪ ،‬كأسـلوب‬                ‫الأمـن القومـي‪ ،‬حيـث يمثـل القـوة الفاعلـة فـي‬
‫للحيـاة‪ ،‬والحفـاظ علـى الهويـة الثقافيـة‬               ‫تحقيـق الاسـتق ارر الاجتماعـي وحمايـة قيـم‬
‫والأخلاقيـة لمواجهـة تحديـات التطـور‬                   ‫المجتمـع‪ ،‬وهـو المعنـي بتحقيـق أمنـه‪ ،‬فـردا أو‬
‫بإيجابياتـه وتوابعـه السـلبية‪ .‬لـذا فـإن المجتمـع‬      ‫جماعـة أو مجتمعـا‪ .‬ومـن ثـم يصبـح الإنسـان‬
‫المتمسـك بالديـن الصحيـح والمدافـع عـن قيمـه‬           ‫محور التنمية ووسيلة التقدم والشعور الوطني‬
‫الأخلاقيـة يخلـق المنـاخ الحضـاري للأمـم‬               ‫بالأمـن المجتمعـي‪ ،‬وحيـن يفقـد المجتمـع قـوة‬
                                                       ‫البشـر الفاعليـن‪ ،‬ويفقـد المواطنـون حقوقهـم‪،‬‬
                               ‫المس ـتقرة‪.‬‬             ‫أو لا يشـعرون بفاعليتهـا فـي وطنهـم يفقـد‬

‫	•‪ #‬اللغـة‪ :‬تُعـد اللغـة مـن الرمـوز الأساسـية‬         ‫المجتمـع اسـتق ارره وتوازنـه‪ ،‬ويتخلـى عـن أمنـه‬
‫لحفـظ التـ ارث الثقافـي للمجتمعـات‪ ،‬فاللغـة‬                                            ‫وحمايتـه‪.‬‬
‫العربيـة ترسـخ الهويـة العربيـة‪ ،‬وتحفـظ التـ ارث‬
‫عبـر الأجيـال المتعاقبـة‪ ،‬وهـي السـبيل للتعليـم‬        ‫	•البعـد السوسـيو ثقافـي‪ :‬تُعـد الثقافـة المجتمعيـة‬
‫الوطنـي والتحصيـل المعرفـي وتكويـن الثقافـة‬            ‫مـن أهـم مقومـات تحقيـق الأمـن القومـي‪،‬‬
‫وكسـب الخبـ ارت والمعـارف والمهـا ارت‪ .‬فهـي‬            ‫فهـي تشـمل كل مـا يتعلـق بالتـ ارث‪ ،‬والديـن‬
‫السـبيل للحفـاظ علـى الذاكـرة التاريخيـة للأمـة‪،‬‬       ‫واللغـة والذاتيـة الوطنيـة والانتمـاء والمواطنـة‪،‬‬
‫وهـي تمثـل الـذات الحاميـة للأمـن الثقافـي‬             ‫تلـك التـي تشـكل منظومـة متكاملـة مـن القيـم‬
‫ضـد التيـا ارت العاتيـة فـي زمـن العولمـة‬              ‫الاجتماعيـة التـي تشـكل شـخصية الأمـة‪،‬‬
‫الثقافيـة القـادرة علـى تغريـب الثقافـات المحليـة‬      ‫وتمنحهـا القـدرة علـى المحافظـة علـي‬
‫واللغـات مقولـة الخصوصيـة مـن معاجـم‬                   ‫اسـتق ارر وتـوازن المجتمـع وتحقيـق التماسـك‬
                                                       ‫والتضامـن الاجتماعـي بيـن شـ ارئح المجتمـع‬
                        ‫اللغـة المعاصـرة‪.‬‬              ‫وطبقاتـه‪ ،‬وهـي السـبيل لتحقيـق ركائـز القـوة‬
                                                       ‫الداخليـة للدولـة ومحـور مكانتهـا إقليميـا‬
‫	•‪ #‬التـ ارث‪ :‬يمثـل التـ ارث المخـزون الثقافـي‬         ‫ودوليـا‪ .‬ويشـتمل البعـد الاجتماعـي علـى‬
‫والمعرفي‪ ،‬وهو الرصيد الفكري والإيديولوجي‬

‫لمعطيات العقل والسلوكيات للفرد والجماعة‪.‬‬               ‫المقومـات السـابقة فـي معانيهـا الصحيحـة‪:‬‬

‫إن التمسـك بتـ ارث الأمـة الإيجابـي يعـد أحـد‬          ‫	•‪ #‬الديـن‪ :‬يحقـق الديـن الدعـوة إلـى العلـم‬
‫أهـم ركائـز الأمـن القومـي والدفـاع عـن‬                ‫والمعرفـة فـي صالـح التطـور البشـري ويحقـق‬
‫المجتمـع ضـد التحديـات والتهديـدات التـي‬               ‫الأمـن الإنسـاني الـذي يعنـي التحـرر مـن‬
‫تواجـه المجتمـع سـواء كانـت تهديـدات داخليـة‬           ‫الحاجـة‪ ،‬والتحـرر مـن الخـوف‪ ،‬والتحـرر‬
                                                       ‫مـن أجـل تحقيـق الك ارمـة الإنسـانية‪ .‬كمـا أن‬
                       ‫أو أخـرى خارجيـة‪.‬‬               ‫التمسـك بصحيـح الديـن يعنـي الدعـوة لتحقيـق‬

‫	•‪ #‬الذاتيـة الثقافيـة‪ :‬لـكل أمـة نسـق مـن القيـم‬

‫والمعاييـر والخصائـص والسـمات الثقافيـة‬                ‫مجتمـع العـدل والمسـاواة بيـن الجميـع‪ ،‬ويسـهم‬

‫المشـتملة علـى جوهـر العـادات والقيـم‬                  ‫فـي ترسـيخ قيـم العمـل والإنتـاج‪ ،‬والإجـادة‬

                                                   ‫‪87‬‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92