Page 90 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 90
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
بنـاء مجتمـع أفضـل والعمـل علـا إقامـة مشـروعات - 5التحديـات والتهديـدات التـي تواجـه الأمـن
كبـرى تؤكـد قـدرة الإنسـان المصـري وعزيمـة القيـادة القومـي المصـري:
السياسـية والعسـكرية الوطنيـة علـى تخطـي المرحلـة
الانتقاليـة بعـد رحيـل النظـم المسـئولة عـن غضـب تواجـه مصـر فـي المرحلـة المعاصـرة زخـم مـن
الشـعب المصـري والثـورة الجماهيريـة فـي 30يونيـه التهديـدات والتحديـات الداخليـة والخارجيـة التـي
تعـرض الأمـن القومـي المصـري للخطـر ،وتهـدد
والمطالبـة بتغييـر النظـام للصالـح الوطنـي. كيـان الدولـة ،وتمثـل معوقـات فـي اسـتق ارر المجتمع.
رغـم كل تلـك الجهـود مـا ازلـت التحديـات تواجـه فهي تهدد حياة الناس وتشـكل عائقا أمام تقدمها،
الأمـة المصريـة ،وتقـف علـى قمتهـا التحديـات ولا شك أن الحفاظ على الأمن القومي ُيعد مسئولية
الاجتماعيـة التـي تشـكل وجـدان المواطـن؛ بمـا مشـتركة بيـن الدولـة الوطنيـة والمواطـن المصـري
يحملـه مـن قيـم اجتماعيـة إيجابيـة تحـدد ملامـح الفاعـل ،لمواجهـة تحديـات المرحلـة والحفـاظ علـى
شـخصيته الجمعيـة القـادرة علـى مواجهـة التهديـدات أمنـه وآليـات تحقيـق التنميـة والتقـدم ،وأسـاس ذلـك
التـي تواجهـه وتدفعـه لبنـاء الوطـن وتحـدي أزماتـه يتمثـل فـي تبنـي المواطـن منظومـة القيـم الإيجابيـة
ويتمسـك بم ازيـا التـ ارث الثقافـي والقيـم الدينيـة التـي
وسـلب قـد ارت أعدائـه.
تحـث علـى التقـدم وتحقيـق الك ارمـة الإنسـانية.
وعلـى الرغـم مـن تعـدد التهديـدات الأمنيـة
الاقتصاديـة والاجتماعيـة والسياسـية والثقافيـة مـع ومـن أهـم تلـك القيـم المواطنـة والانتمـاء وقيـم
تشـابك أبعادهـا ،فإننـا سـوف نركـز فـي التالـي علـى العمـل وتبنـي ثقافـة الإنتـاج والعقلانيـة فـي التفكيـر
والالتـ ازم بمصالـح الوطـن والدفـاع عنـه؛ مـن أجـل
التهديـدات الاجتماعيـة للأمـن القومـي.. تطويـر إمكاناتـه وتحقيـق اسـتق ارره وإحـداث التـوازن
- 6التحديــات الاجتماعيــة للأمــن القومــي بيـن كافـة شـ ارئح المجتمـع.
المصــري:
ولا جـدال فـي أن مصـر تمـر بمرحلـة مـن أصعـب
تتداخـل العوامـل الاجتماعيـة المؤثـرة فـي الأمـن الم ارحـل التـي تواجـه محـاولات للسـيطرة علـى
القومـي المصـري ،خاصـة فـي المرحلـة المعاصـرة، مؤسسـات الدولـة ،ليـس فقـط مـن فصيـل اتخـذ الديـن
حيـث شـهدت مصـر زخمـا مـن التهديـدات الداخليـة سـتا ار لـه لتحقيـق مـآرب ذاتيـة لجماعاتـه ،وإنمـا مـن
المتمثلة في مظاهر العنف والإرهاب والقتل وترويع جماعـات ودول أخـرى تقـف معارضـة لتقـدم مصـر
المواطنيـن ،والتـي ابتدعتهـا الجماعـات الإسـامية والتقليـل مـن مكانتهـا الدوليـة ،وبيـن توجهـات الداخـل
المسـلحة ،بالإضافـة إلـى التحديـات الخارجيـة ومـآرب الخـارج ت ازيـدت التهديـدات وتعاظمـت
الضليعـة فـي دعـم تلـك الجماعـات؛ ممـا يرفـع مـن التحديـات ،فمنـذ 25ينايـر 2011وتمـر مصـر
التوتـر الأمنـي بيـن السـلطة والجماعـات المسـلحة -حتـى اليـوم -بمواقـف تتطلـب توحيـد الجهـود،
فـي سـيناء ،والمسـاهمة فـي نمـو ظاهـرة الجريمـة والتكاتـف الاجتماعـي ،والمسـاندة الحقيقيـة للقيـادة
المنظمـة (تهريـب السـاح والمخـد ارت ،والإضـ ارر السياسية الوطنية ال ارغبة في تحقيق مطالب الشعب
بالمصالـح الوطنيـة) ،ومـا يتبعـه مـن ص ارعـات، والتخطيـط لمسـتقبل مصـر ،هـذا ورغـم ثـورة الشـعب
وتشـكيل جماعـات تكفيريـة وأخـرى جهاديـة ،وهـو المصـري ودعـم الجيـش الوطنـي والقـوات الشـرطية
مـا يـؤدي إلـى تفكيـك البنيـة الاجتماعيـة بالداخـل ومسـاندتهما للحركـة الثوريـة وتصحيـح المسـار نحـو
ويضـر بالمصالـح الاقتصاديـة والسياسـية للمجتمـع،
90