Page 88 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 88

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬           ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫الاجتماعـي بـ حالـة “الأنومـي” أي فقـدان‬             ‫والعقائـد والسـلوكيات‪ ،‬وطـرق الحيـاة التـي‬

‫المعاييـر المسـئولة عـن ضعـف الانتمـاء‬               ‫تتصـف بهـا جماعـة مـن النـاس‪ ،‬ويظهـر‬

‫للوط ـن‪.‬‬                                             ‫أثرهـا فـي سـلوك الفـرد‪ ،‬وتحـدد ط ارئـق تفكيـره‬

‫	•‪ #‬المواطنـة‪ :‬صفـة المواطـن هـي التـي‬               ‫واختيا ارتـه وأهـداف حياتـه‪ .‬وكلمـا تمسـك‬
‫تحـدد حقـوق وواجبـات الفـرد تجـاه الوطـن‪،‬‬            ‫المواطـن بنسـق القيـم الاجتماعيـة والثقافيـة‬
‫فتجعلـه إيجابيـا يـدرك بـل يعـي مـا لـه ومـا‬         ‫تحـددت شـخصية المجتمـع‪ ،‬وكانـت السـبيل‬
‫عليـه‪ ،‬ويكـون قـاد ار علـى المسـاهمة الفاعلـة‬        ‫لدعـم قوتـه‪ ،‬فضـا عـن أنهـا تحـدد مسـا ارت‬
‫فـي بنـاء الأمـة التـي يعيـش فيهـا‪ .‬وتشـتمل‬          ‫مسـتقبلة‪ .‬وهنـا تتشـكل بعـض عناصـر قوتـه‬
‫المواطنـة علـى الحقـوق المدنيـة إلـى جانـب‬           ‫الفاعلـة فـي مواجهـة التحديـات‪ .‬فالمحافظـة‬
‫الحقـوق القانونيـة‪ .‬فتعزيـز المواطنـة وتنميتهـا‬      ‫علـى الذاتيـة الثقافيـة وتأصيلهـا يعنـي إحـداث‬
‫مسـألة مهمـة فـي الحفـاظ علـى أمـن المجتمـع‪،‬‬         ‫حالـة مـن التـوازن فـي النظـر إلـى الثقافـة‬
‫ومقـوم أساسـي فـي اسـتق ارر الوطـن وبـدون‬            ‫الخاصـة وإلـى الثقافـات الأخـري‪ ،‬وهـو مـا‬
                                                     ‫يؤكـد القـدرة علـى مواجهـة التبعيـة الثقافيـة‪،‬‬
                            ‫ذلـك يحـدث‪:‬‬              ‫وعـدم الانبهـار بالثقافـات الأخـرى المغايـرة‬
                                                     ‫لت ارثـه الإيجابـي‪ ،‬وبالتالـي امتـاك الوعـي‬
‫	•*‪-‬شـيوع مظاهـر الخلـل فـي العلاقـات‬                ‫ورفـض التقليـد الأعمـى ومحـاكاة الآخـر دون‬
‫الاجتماعيـة وعـدم الثقـة فـي النظـام‬                 ‫تفكيـر‪ .‬لـذا تمثـل الذاتيـة الثقافيـة إحـدى أهـم‬
‫الاجتماعـي ويشـكل ذلـك عوامـل أساسـية‬
‫تسـهم فـي سـيادة الاضط اربـات فـي سـلوكيات‬                       ‫دعائـم تحقيـق الأمـن القومـي‪.‬‬
‫المواطنيـن؛ ممـا يفقـد المجتمـع قـوة التماسـك‬
‫بيـن أفـ ارده؛ فيسـود التفـكك ويتعـرض المجتمـع‬       ‫	•‪ #‬الانتمـاء‪ :‬هـو اتجـاه إيجابـي‪ ،‬يستشـعره‬
                                                     ‫الفرد تجاه وطنه مؤكدا ارتباطه وانتسابه نحو‬
           ‫للتهديـدات بأنواعهـا المختلفـة‪.‬‬           ‫الوطـن باعتبـاره عضـوا فاعـا فيـه‪ ،‬ويشـعر‬
                                                     ‫نحـوه بالفخـر والـولاء والانتمـاء‪ ،‬ويعتـز بهويتـه‬
‫	•* بـروز مشـكلات اجتماعيـة سـلبية ضـد‬               ‫ويتوحـد معـه‪ ،‬ويكـون منشـغلا ومهمومـا‬
‫المجتمـع مثـل التطـرف والإرهـاب والإدمـان‬            ‫بقضايـاه‪ ،‬وعلـى وعـي وإد ارك بمشـكلاته‪،‬‬
‫والـا مبـالاة والتعصـب؛ ممـا يؤثـر علـى‬              ‫وملتزمـا بالمعاييـر والقوانيـن والقيـم والتقاليـد‬
                                                     ‫التـي تعلـي مـن شـأنه وتنهـض بـه‪ ،‬محافظـا‬
                    ‫تحقيـق الأمـن العـام‪.‬‬            ‫علـى مصالحـه وث ارئـه‪ ،‬م ارعيـا الصالـح العـام‪،‬‬
                                                     ‫وداعمـا لأمنـه ومدافعـا عـن وطنـه ضـد مـا‬
‫	•*اهتـ ازز منظومـة القيـم الاجتماعيـة‬
‫والأخلاقيـة علـى حسـاب المواطنـة فـي زمـن‬
‫التحديـات الخارجيـة والص ارعـات الداخليـة‪.‬‬

‫	•‪ -‬البعـد التنمـوي‪ :‬التنميـة الشـاملة هـي‬           ‫يواجهـه مـن تحديـات داخليـة أو تهديـدات‬
‫مفهـوم يعبـر عـن عمليـة محوريـة فـي اسـتق ارر‬        ‫خارجيـة‪ .‬لـذا فـإن وجـود أزمـة فـي الانتمـاء‬
‫المجتمعـات‪ ،‬وهـي تشـير إلـى الب ارمـج‬                ‫تعنـي تفـكك المجتمـع وتدهـور أحوالـه وتحـل‬
‫المخططـة والسياسـات المدروسـة لإحـداث‬                ‫الفوضـى وتت ازيـد معـدلات الإرهـاب وترويـع‬
‫التعميـر والتحضـر‪ ،‬أي تحقيـق «العمـ ارن‬              ‫الآمنيـن وهـي مـن مؤشـ ارت الأزمـة بمظاهرهـا‬
‫البشـري” بلغـة عبـد الرحمـن بـن خلـدون‪،‬‬              ‫المدمـرة‪ ،‬وهـو مـا ُيطلـق عليـة رجـال الفكـر‬

                                                 ‫‪88‬‬
   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92   93