Page 95 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 95
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
القـد ارت الإبداعيـة والابتكاريـة تشـكل عوامـل ت ازيـد لتفكيـك المنطقـة والإخـال بتـوازن القـوى فـي منطقـة
معـدلات العنـف والتطـرف والإرهـاب. الشـرق الأوسـط.
بل تدعو بصورة مباشـرة أو غير مباشـرة لاشـت ارك إن سيادة العنف ،والدفع نحو التطرف خلق حالة
بعـض الشـباب؛ الأكثـر تأثـ ار بسـبب خصوصيـة مـن الإرهـاب سـاد المجتمـع المصـري نتيجـة فشـل
طموحاتهـم ،وإمكانيـة اسـتقطابهم لجماعـات تعمـل الفصيـل الإسـامي ليقظـة القـوى الوطنيـة (الجيـش
علـى غـرس ثقافـة النقـد غيـر البنـاء أو الرفـض الوطنـي والأجهـزة الشـرطية والأمنيـة فـي مصـر)،
المطلـق ،وتسـاعدهم علـى التطـرف وتعمـل علـى
وتـر الهويـة المفقـودة ،وتسـطيح الوعـي وتغييبـة. وهـو مـا يهـدد الأمـن القومـي المصـري.
إن انتشـار ظواهـر العنـف والتطـرف والإرهـاب إن مشـكلة العنـف والتطـرف والإرهـاب يحيلنـا
بصورهـا الفرديـة والجماعيـة فـي المجتمـع المصـري بالضـرورة إلـى سـيادة عوامـل تشـير إلـى صوريـة
المعاصـر ،والتـي سـادت المشـهد العـام ومـا ازلـت الديمق ارطيـة ،وعـدم قبـول الآخـر ،والتطـرف الفكـري،
تهـدد أمـن الوطـن يجـب تحليلهـا وتفسـير عوامـل والجهـل بنصـوص الديـن الحنيـف ،وتدنـي مسـتوى
تشـكلها ،مـن منظـور موسـع يرتبـط بآليـات محليـة الوعـي لـدى شـ ارئح مـن غيـر المتعلميـن ومـن غيـر
وإقليمية وعالمية ،تلك التي تشابكت بوعي جماعات المثقفيـن ،ومـن تلـك الفئـات التـي فقـدت الثقـة فـي
ودول ومتغيـ ارت ترتبـط بتـوازن القـوى علـى المسـتوى النظـام ،أو التـي شـعرت بفقـدان فـرص الحيـاة
العالمـي ،لتحقيـق مصالـح وأجنـدات ربطـت بيـن ولقمـة العيـش ،أو مهمشـة فـي وطنهـا ،أو لا تشـعر
قـوى الداخـل غيـر الوطنيـة وقـوى الخـارج ال ارغبـة فـي بالك ارمـة الإنسـانية ،أو مسـتغلة لجماعـات المصالـح
وقابلـة للاسـتقطاب لتلـك القـوى التـي تملـك أجنـدات
تفتيـت قـوة الدولـة لمآربهـا.
غيـر وطنيـة..
ولا شـك أن ثو ارت ما يسـمى بالربيع العربي الذي
اتسع مجاله في منطقة الشرق الأوسط لهو مؤشر كل هـذا شـكل بيئـة صالحـة لتنامـي ظواهـر
على أن القوى الشـاملة للدولة المصرية تعتمد على العنـف والتطـرف العقائـدي ،وت ازيـد معـدلات الجهـل
قدرتهـا الفاعلـة علـى تحقيـق “التنميـة الشـاملة”، والضحالـة بصحيـح الديـن ،وسـاهم فـي الانصيـاع
التـي تحقـق الأمـن الإنسـاني الداعـم للأمـن القومـي للفتـاوى غيـر الصحيحـة والمرفوضـة مـن العقـل
المصـري ،تلـك التنميـة التـي توفـر للدولـة قـوة فـي
الواعـي والمخالفـة للنصـوص الإلهيـة السـمحة.
مواجهـة التهديـدات الداخليـة والخارجيـة.
ولا شـك أن حرمـان المواطنيـن مـن المشـاركة فـي
وهكـذا يمكـن إجمـال التحديـات والتهديـدات التـي اتخـاذ القـ ارر الاجتماعـي والسياسـي ،والتهميـش
تواجـه مصـر فـي المرحلـة المعاصـرة فـي غيـاب الاجتماعـي لشـ ارئح اجتماعيـة ،وانحسـار فـرص
مفهـوم شـامل يجمـع بيـن الأمـن الوطنـي والأمـن الديمق ارطيـة وارتفـاع الأسـعار ،وتدنـي مسـتويات
الإنسـاني ،وهـو مـا نجملـه فـي مصطلـح «القـوة الأجـور والخدمـات ،وانتشـار البطالـة ،وزيـادة
الشاملة للدولة» ،التي تتمحور حول التنمية البشرية العـرض للمـواد المخـدرة ،وعنـف الب ارمـج التعليميـة
باعتبـار أن الإنسـان هـو الوسـيلة والهـدف لعمليـة والتربويـة والإعلاميـة التـي تشـجع علـى الانصيـاع
التنميـة ،والتـي تحقـق للمواطـن الأمـان الاجتماعـي والطاعـة وتسـتبعد الحـوار الموضوعـي والنقـاش
المسـئول عـن الشـعور بالمواطنـة والانتمـاء للأمـة الديمق ارطـي ،وتأكيـد عمليـة التلقيـن فـي التعليـم،
وغيـاب الب ارمـج التعليميـة الوطنيـة وتجاهـل تنميـة
95