Page 192 - merit 53
        P. 192
     العـدد 53                             190
                                مايو ٢٠٢3                       ،mann 1987 Helm 1988
                                                                  .)and Leftow 1991وقد
للطرق المختلفة التي يمكن أن         فإن المدافع عن (الخلود)        تبنى العديد من المؤمنين
  تتحقق بها .حيث إذا كانت             الأبدي السرمدي للإله        هذا الرأي على مر القرون،
 النبوءة محددة للغاية ،فإنها                                       بما في ذلك عالم اللاهوت
  قد تجعل الفعل المعني أم ًرا       سيقول إن الأله يعلم من         المؤثر للغاية في العصور
   لا مفر منه ،كما يعترفون،         منظور الأبدية أن بطرس            الوسطى القديس توما
    لكنهم يصرون أي ًضا على      سينكر يسوع في وقت معين،
    أن جعل إجراء ما لا مفر          وعلى هذا الأساس ،يتنبأ     الأكويني( (�Thomas Aqui
 منه لا يماثل جعله غير حر.      يسوع في الوقت المناسب بأن        .)١٩()1274 -1225( )nas
    هذا لأنهم يميزون حرية                                       كان بوئثيوس ()Boethius
     الفعل عن حرية الإرادة،          الحدث المعني سيحدث.         ( 524 -480م) من أوائل
  ويجادلون بأنه «من الممكن       أحد الأمور المقلقة بشأن هذا      علماء اللاهوت المسيحيين
 أن يكون الفعل حتميًّا ولكنه     النهج هو أنه بمجرد أن تنبأ     الذين دافعوا عن هذا النهج،
    فعل حر» ،كما هو الحال
    (على سبيل المثال) عندما        يسوع في وقت معين بأن            وقد كتب في كتابه (عزاء
    يكون «الفاعل نفسه لديه          بطرس سينكره ،يبدو أن          الفلسفة) (Consolation
                                معرفة الإله الأبدية السرمدية      )of Philosophyأن «[بما
رغبة قوية للقيام بهذا الفعل،     «قد أدخلت» في الماضي (كما       أن] الإله هو دائ ًما وأب ًدا في
  لا يتم تحديد إرادته سببيًّا    يقول ديفيد ويدركر David           وضع حضور سرمدي،
   بأي شيء خارجي عنه أو          ( ،)WiderkerrراجعWid� :          فإن معرف َته أي ًضا تتجاوز
     بواسطة عوامل مرضية          ،)erker 1991ومزايا الأبدية     كل تغي ٍر زمني وتبقى قائم ًة
                                 السرمدية يبدو أنها تختفي.          في فورية حضوره .إنها
 بداخله ،والبدائل التي يتعذر       لأننا ما زلنا نحاول شرح      َتضم كل الأعماق اللانهائية
 الوصول إليها لفعله الحتمي         كيف يمكن أن يكون إنكار      للماضي والمستقبل وتنظرها
                                   بطرس محتم ًل (عرضيًّا)،     في فورية عرفانها كما لو أنها
   هي بدائل لا يرغب الفاعل           بالنظر إلى أن النبوءة قد   تحدث في الحاضر» (راجع:
 في القيام بها أو حتى بعض       حدثت بالفعل .يبدو أن إنكار       Boethius Consolation,
  الرغبة في عدم القيام بها».       بطرس ليس ح ًّرا أو يمكن
 إن محاولة حل الخلاف بين            تغيير الماضي بطريقة ما.                      .)٢٠()117
ويدركر وستامب وكريتزمان                                            اعترض بعض الفلاسفة
 ستتجاوز نطاق هذا البحث،                دافع كل من إليونور        على هذه الطريقة في شرح
                                        ستامب (Eleonore          معرفة الإله لأنهم يعتقدون
    بد ًل من ذلك سننتقل إلى      )Stumpونورمان كريتزمان             أنها تمثل صورة خارج
الحل النهائي المتبقي الذي تم      (،)Norman Kretzmann           الكتاب المقدس (غير توراتية
                                  وهما على الأرجح من أبرز          أو إنجيلية) للإله مشتقة
     اقتراحه لمشكلة النبوءة.         المدافعين عن وجهة نظر        إلى حد كبير من التأثيرات
                                     الأبدية السرمدية ،حيث       الفلسفية اليونانية (راجع:
 -6المعرفة الوسطى:                    دافعوا عن نهج الأبدية        ،Wolterstorff 1982على
                                      السرمدية للنبوءة ضد      سبيل المثال) .لكنها تشير إلى
هذا النهج الأخير لشرح كيف           اعتراض ويدركر (راجع:         نهج مثير للاهتمام لمشكلة
يعرف الإله المستقبل المحتمل      Stump and Kretzmann             النبوءة .فيما يتعلق بمثالنا،
يبدأ بملاحظة تتعلق بالمعرفة           .)1991وأشاروا إلى أن
 المسبقة والعناية الإلهية التي   معظم النبوءات مشروطة أو
                                غامضة ،بحيث تترك «مجا ًل»
  قدمها دعاة الإيمان المفتوح
      بوضوح شديد وبقوة.





