Page 153 - محاضرات في رعاية الام والطفل
P. 153
ويعتبر حديث الأم المتزامن مع حركات جسديه خاصة صيغة من
التكيف .مع القدرات المعرفية والتعليمية والمعلوماتية للطفل،
ودعما قويا للتطورات المعرفية الأولية عنده.
وتجدر الإشارة إلى أن الأم التي ترضع الطفل عند طلبه تجد من
الفرص للتفاعل معه والحديث إليه أكثر من الأم التي ترضع وفق
برنامج غذائي محدد .وذلك نظرا لوضعية الطفل ودرجة يقظته،
ففي حالة طلبه الرضاعة يكون على درجة من اليقظة ومن القابلية
لتلقى المؤثرات الخارجية أفضل بكثير مما لو تم إيقاظه من أجل
الرضاعة وفق برنامج محدد مسبقا.
ويعتبر اللعب واستخدام الأشياء على درجة كبيرة من الأهمية في
توفير الفرص للمؤثرات المتبادلة ،خصوصا إذا ترافق اللعب بالمزاح
حيث يعطى الطفل الفرصة ليفعل شيئا ما يتناسب وسلوك الأم أو
حديثها ،وهذا ما يشعر الأم بأنها في حالة اتصال حقيقي مع
الطفل.
وقد أشارت الدراسات إلى اللغة " اللآكلامية " التي تسبق مر
الكلام وسياق تطورها بين الأم والطفل وأثرها في تعلم اللغة
الكلامية في المراحل اللاحقة من تطور الطفل ،كاللغة الجسدية .
مثال سلوك الإشارة إلى شيء ما بواسطة أصابع اليد فمن المهم
لكل من الطرفين أن يرى الطرف الآخر ما يمكن أن يثير اهتمامه
في المحيط الخارجي ،ويترافق هذا السلوك بالمتابعة البصرية
لاتجاه إشارة الأصابع ويصعب على الصغير أن يفصل بصره عن يد
الأم عند إشارتها لشيء ما قبل أن يبلغ السنة من العمر.