Page 154 - محاضرات في رعاية الام والطفل
P. 154
فبدلا من النظر إلى الاتجاه المشار إليه يتثبت بصر الطفل نحو يد الأم ،
في حين أن مرافقة الأم للسلوك ( البصري أو السمعي ) إلى جانب
إشارة الإصبع يجعل الطفل يتمكن من فهمها في عمر التسعة أشهر.
فشروع الأم بالتأشير نحو شيء ما يتزامن مع النظر إليه ثم توجيه البصر
نحو الطفل لتقدير تأثير السلوك الإشارات الموجه ويترافق هذا السلوك
بالتعبير الكلامي للأم الذي يختلف باختلاف عمر الطفل .
فالأم تستخدم لغة أكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بطفل في
الشهر الرابع عشر بينما تميل إلى التبسيط وإلى تأكيد الطلب
بصيغة الأمر عندما تتجه نحو طفل في الشهر التاسع وذلك لزيادة
فعالية توجيهاتها .فالأم تستخدم السلوك الإشاري لتوجيه انتباه
الصغير نحو شيء ما ولإقام التفاعل المتبادل معه .
ويمكن أن نخلص إلى أنه بالتكامل والاستمرارية بين مرحلة اللغة
اللاكلامية ومرحلة اللغة الكلامية ،واستخدام الطفل والأم للعناصر
الإشارية والصوتية في تفاعلها وتنسيق العناصر الكلامية وغير
الكلامية وتزامنها في العلاقة المتبادلة بين الطفل والأم يشكل
حجر الزاوية في تطور الطفل المعرفي واللغوي وإدراكه المعنى.
بالإضافة لذلك فتكرار الأم لمؤثر ما من شأنه أن يثير انتباه الصغير
وينشط تعبير الوجهة أما تكرار الطفل لحركة ما تدفع الأم للتحقق من
تأثيرها ومن قدراتها على توقع ماذا سيفعله الطفل والهدف من ذلك
ليس الاستجابة أو إثارة سلوك ما بقدر ما هو للمحافظة على مستوى
معين من اليقظة ويثير تكرار الأم لحركة ما لتثير اهتمام الصغير .مما
يدفعه للنظر إليها .
فالأم من خلال لعبها مع الطفل تقوم بتنظيم سلوكها وتعديل
إستراتيجيتها بما يتناسب وحالة طفلها من حيث التكرار والشدة،
الصيغة ،والتغير ،والزمن وذلك لتضمن إيقاظ اهتمام الصغير وتركيز
انتباهه.