Page 150 - محاضرات في رعاية الام والطفل
P. 150
كما أن بدونها لا يتحقق له النمو الوجداني والعاطفي السليم.
ففي الأسرة المتكاملة يتوافر للطفل المثل الأعلى كما يتوافر
له الشعور بالأمن والحب والاهتمام وهذا الشعور يربط الطفل
بأسرته ويسمح لعاطفته بالنمو السليم في مراحل حياته
المختلفة كما يتحقق للطفل شعوره بالانتماء داخل أسرته
الصغيرة ،والعائلة الكبيرة ومن ثم المجتمع بأثره ،الأمر الذي
يزيد إحساس الطفل بالمسئولية وثقته بنفسه فيتكون عنده
الضمير واحترام التقاليد والأنظمة السائدة في المجتمع.
وتعد الأسرة الوحدة الاجتماعية الأولى التي يحتك بها الطفل
احتكاكا مباكرا ومستمرا كما أنها المكان الأول الذي ينمو فيه
أنماط السلوك والتي يعيش فيها السنوات التشكيلية الأولى
من عمره .ويتضح دور الأسرة فيما يلي :
.١يعتبر المنزل هو العامل الوحيد للتربية المقصودة في مراحل
الطفولة الأولى ولا تستطيع أية مؤسسة عامة أن تسد مكان
الأسرة في هذه الأمور.
.٢والأسرة تتولى رعاية الفرد وتهذيبه في أهم الفترات وتكوين
شخصيته وتكوين اتجاهاته وقيمه وأفكاره في كل ميدان من
ميادين الحياة ،وهي التي تبدأ بتعليم الصغير اللغة وتكسبه قدرة
على التعبير بها وتهيئته لاكتساب الخبرات في المجالات المختلفة.
.٣وهي التي تسرع في تدارك الانحراف والشذوذ السلوكي
في الفترة المبكرة قبل أن تستفحل.