Page 64 - فن المقال الصحفي
P. 64

‫ورفو القول ‪ -‬إذن ‪ -‬فإن التفسير الوظيفي للمقال الصحفي إنما ينطلق‬
‫من ‪ -‬معطيات الواقع ‪ -‬لييشر بالمدينة الفاضلة؛ تحييقا لحلم افلاطون في‬
‫جمهوريته الميالية التي جعل لاكامها من الفلاسفة‪ .‬لاتى لتقودنا كلمة يوتوبيا"‬
‫اليونانية القديمة إلى كلمة "طوبي" التي جاءت في القرآن ال ريم مر والاد في‬
‫قوله تعالى في سور الرعد" الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم ولاسن‬

                                                                       ‫مآب]‪.‬‬

‫ومن أجل ذلك وضع بعض المترجمين المعاررين كلمة "الطوباوية" في مقابل لفظ‬
‫"يوتوبيا" التي جعلها ال اتب السياسي ا نجليزي تومام موز القرن السادم‬
‫عشر الميلادي) عنوانا ل تابه الذي روز فيه للنام مدينة ميالية تحقق لهم‬
‫أكبر قدر من السعاد يحلم بها الإنسان‪ ،‬وتستأرل من نفوسهم نواز الشر؛‬

                                                        ‫وتجبلهم على الخير‪..‬‬

‫أليست الخيرية التي تطيع الوظا ف الصحفية للمقال بطابعها متصلة بهذه‬
‫المدينة الفاضلة‪ ،‬على نحو ما من الأنحاء؟! أ نرى أن فهم هذه الوظا ف‬
‫الصحفية في الف ر الأوربي والأمريكي؛ يتصل بجمهورية أفلاطون؛ ويوتوبيا‬
‫تومام مور" وتومازو كاميانيلا" رالاب مدينة الشم ؛ والسير فرنسي بيكون"‬

  ‫في الأب الإنجليزي‪ ،‬ورالاب المنهج التجريبي الجديد‪ ،‬ورالاب "أطلنط‬
   ‫الجديد " مدينته الفاضلة؛ التي لالم فيها بدولة ميلي يحكمها العلماء‬

                                                                 ‫الفلاسفة‪. ..‬‬

                                                             ‫‪49‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69