Page 115 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 115

‫سيشمل التقرير ثلاث محاور وهي‪:‬‬

                               ‫‪ -1‬المدارس والنظريات المفسرة لعملية التفكير‪.‬‬

                            ‫‪ -2‬ملخص التفكير الناقد والعلمي والفوق معرفي‪.‬‬

                                     ‫‪ -3‬مستويات وأساليب وأنماط التفكير‪.‬‬

                                ‫‪ -4‬خريطة مفاهيمية للأنواع المختلفة للتفكير‬

                          ‫المحور الاول‬

‫لقد استحوذ التفكير كنشاط إنساني راقي على العديد من جهود الفلاسفة والعلماء منذ زمن‬
‫بعيد‪ ،‬وسعوا إلى الوقوف على ماهيته ومفهومه‪ ،‬والآليات التي يتم من خلالها في العقل البشري‪ ،‬وكذلك‬
‫تحديد أنواعه ومستوياته‪،‬كمحاولات لفهمكيف يفكر البشر‪ ،‬وكيف يتعلمون‪ .‬وَل يكن الوصول إلى ذلك‬
‫من الأمور السهلة والبسيطة؛ فقد قابلت الفلاسفة والعلماء العديد من التحديات في سبيل ذلك‪ ،‬من‬
‫بينها أن محاولة فهمكيف يفكر الناس وكيف يتعلمون يُعد تحدياً صعباً‪ ،‬وقد تغلبوا على ذلك بالتركيز على‬
‫المداخل التي تهتم بدراسة الجوانب والأنماط المنتشرة والقابلة للقياس والملاحظة للسلوك الإنساني في المواقف‬
‫المختلفة‪ ،‬إضافة إلى إعمال الفلسفة التنظيرية‪ ،‬وقد مكنتهم هذه المداخل من تقديم منتوجاً معرفياً غنياً‬
‫يتضمن مجموعة من التعريفات والنظريات المفسرة للتفكير والمصنفة لأنماطه والمحددة لمستوياته‪( .‬جابر‪،‬‬

                                                        ‫‪2008‬م‪ ،‬ص ص‪.)23-22‬‬
                                            ‫المدارس والنظريات المفسرة لعملية التفكير‪:‬‬
‫يحظى التفكير باهتمام كبير من قبل علماء النفس والتربويي‪ ،‬وقد أدى هذا الاهتمام بدوره إلى‬
‫الاهتمام بدراسة التفكير كعملية‪ ،‬وظهور المدارس والتوجهات الخاصة بالتفكير‪ ،‬وكذلك وضع وتبني‬

                                                      ‫الاتجاهات والنظريات المفسرة له‪.‬‬
                      ‫ومن أهم المدارس والنظريات التي تناولت التفكير ومهاراته ما يلي‪:‬‬

                                                ‫أ‪ -‬المدارس المفسرة للتفكير‪:‬‬
‫‪ .1‬المدرسة البنائية‪ :‬حلل "فوندت" الشعور إلى ثلاثة عناصر‪ ،‬هي‪ :‬الإحساس‪ ،‬والصورة الذهنية‪،‬‬
‫والوجدان‪ ،‬أما تلميذه "تنشر" فحاول تفسير عملية التفكير في ضوء هذه العناصر؛ ومن ُث اعتبر‬
‫التفكير مكوناً من احساسات‪ ،‬وصور ذهنية‪ ،‬وتكتسب الإحساسات المعنى من خلال السياق‬
‫‪ ،Texture‬وعليه قد يختلف الأفراد أو يتفقون في استجاباتهم للمثيرات المتطابقة‪ ،‬وهذا يعني‬
‫أن الاتفاق يكون على الخصائص الحسية الفيزيقيةكاللون والحجم‪..‬إلخ‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‬

 ‫فإن المعنى يختلف باختلاف السياق الناتج عن الخبرات السابقة‪( .‬الأشقر‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪)32‬‬
‫‪ .2‬المدرسة الوظيفية‪ :‬اهتم أصحاب هذه المدرسة‪ ،‬ومن أبرزهم "وليم جيمس" و"جون ديوي"‬
‫بالتفكير على أساس أن له قيمة نفعية‪ ،‬ويمكن الحصول من خلاله على أنماط من الاستجابات‬

‫‪115‬‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120