Page 118 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.

‫التكيف مع شيء ما بشكل واٍع‪ .‬ويؤكد "فيجوتسكي" أن التفكير له أصل اجتماعي‪ ،‬حيث‬
‫ينمو مع التطور النفسي الاجتماعي‪ ،‬لذلك فإن أفضل أشكال التفكير الإنساني تمر من جيل إلى‬
‫جيل من خلال التفاعلات الداخلية بي الأشخاص الاكثر كفاءة مثل الآباء والمدرسي‪،‬‬

‫والأشخاص الأقلكفاءة مثل الأطفال (العتوم وآخرون‪2014 ،‬م‪ ،‬ص‪.)34‬‬
‫‪ .4‬اتجاه علم النفس المعرفي‪ :‬اهتم علم النفس المعرفي بالتفكير والفهم وفرض الفروض وحل المشكلات‬
‫أكثر من اهتمامه بالمثيرات والاستجابات‪ ،‬ومن ُث فإن التفكير عند هذا الاتجاه ذو طبيعة هرمية‪،‬‬
‫كما أن الأفكار ذات مستويات مختلفة وتفريعات متعددة‪ ،‬ومن هذا الاتجاه ظهرت نظرية "تجهيز‬
‫المعلومات" التي تقوم على أن الإنسان نظام مركب لتجهيز المعلومات (المماثلة بي الإنسان‬
‫والحاسب الآلي) وذلك في الجوانب الوظيفية‪ .‬وعليه تفترض النظرية وجود مجموعة من طرائق‬
‫وفنيات واستراتيجيات وميكانيزمات تجهيز المعلومات تحدث داخل الكائن الحي للقيام بوظائف‬
‫معينة‪ .‬ويفهم سلوك الإنسان عندهم من خلال استخدام الإنسان لإمكاناته العقلية والمعرفية‬
‫أفضل استخدام‪ ،‬وتعتبر نظرية تجهيز المعلومات بذلك ثورة جديدة في تناول عمليات ومهارات‬

‫التفكير (عثمان وأبو حطب‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ص‪.)103-102‬‬
‫ومن خلال استعراض بعض من النظريات المفسرة للتفكير يمكن القول بتعدد‬

‫التوجهات وزوايا التناول التي سعت إلى تفسير التفكير والوقوف على طبيعته‪ ،‬ولعل ذلك‬

‫يعود إلى تأثر واضعي نظريات التفكير بالمدارس التفسيرية للتفكير‪ ،‬وهذا أمر طبيعي فالمدرسة‬

‫الفكرية تعتبر بمثابة توجه فكري فلسفي "برادايم" قد تنضوي تحته مجموعة من النظريات‪ ،‬أو‬

‫قد يؤدي هو بدوره إلى ظهور نظريات جديدة تسير في نفس اتجاهه؛ غير أنه ومع تعدد وتنوع‬

‫التوجهات الخاصة بنظريات التفكير‪ ،‬إلا أنه يمكن القول إنها تتمحور حول اتجاهين اساسيين‪،‬‬

‫أولهما سعى إلى تفسير التفكير من الناحية البيولوجية‪ ،‬وفي هذا الاتجاه جاءت نظرية هيرمان‬

‫للسيطرة (الهيمنة) الدماغية‪ .‬أما الاتجاه الثاني وهو الأكثر انتشارا وتنوعا في نظرياته‪ ،‬فقد‬

‫سعى إلى تفسير عمليات التفكير ومهاراته ومستوياته‪ ،‬وكيفية الانتقال بالتفكير من المستويات‬

‫الدنيا والمهارات البسيطة (المعرفية) إلى المستويات العليا والمهارات المركبة (فوق العرفية)‪،‬‬

‫ومن بين نظريات هذا الاتجاه نظرية "بياجيه" في النمو المعرفي‪ ،‬ونظرية "فيجوتسكي"‪ ،‬وكذلك‬

‫نظريات علم النفس المعرفي الحديثة‪.‬‬

‫وترى الباحثة أنه من الأهمية بمكان في هذا الصدد الإشارة إلى أنه وعلى الرغم من‬

‫تنوع واختلاف النظريات المفسرة للتفكير إلا أن جلها اهتم بتأثير العوامل البيئة على عملية‬

‫التفكير وكيفية تعلمه‪ ،‬وهذا بدوره يشير إلى أهمية وضرورة توفير البيئة المناسبة لتعليم التفكير‬

‫وكذلك توفير المناهج والمقررات المناسبة لتعلم التفكير بمختلف مستوياته ومهاراته والتي تراعي‬

‫‪118‬‬