Page 116 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 116
لها قيمة عند الفرد .وقام "ديوي" بوضع خطوات التفكير التأملي المتمثلة في :الشعور بالمشكلة،
تحديد وتعريف المشكلة ،اقتراح الحلول الممكنة ،استنباط ما يتضمنه الحل المقترح ،إجراء
الملاحظات والتجارب التي تمكن من قبول الحل أو رفضه.
.3المدرسة السلوكية :ظهرت في أوائل القرن العشرين على يد "جون واطسون" وقد اهتمت بدراسة
السلوك الملاحظ من خلال علاقة المثير بالاستجابة ،وقد رفض "واطسون" عملية التفكير وغيرها
من العمليات التي تحدث داخل الفرد ،حيث رأى أن هذه العمليات لا تظهر نتائجها في صورة
لفظية أو حركية ،وهي بذلك رفضت أن يكون الوعي أو الشعور موضوعاً لعلم النفس ،كما
رفضت منهج الاستبطان ،أي أن التفكير عند المدرسة الوظيفية نوع من السلوك الخفي أو المضمر
يظهر في حركات أعضاء الكلام .أو نوع من الكلام الداخلي الصامت .أما السلوكية الحديثة،
فاعتبرت التفكير نوعاً من العمليات الرمزية الداخلية التي تعتبر متغيراً متوسطاً بي المثير والاستجابة.
(الأشقر2011 ،م)
.4المدرسة الجشطلطية :اهتمت بعملية الإدراك ،والاستبصاركأساس لسلوك حل المشكلات بدلاً
من مفهوم المحاولة والخطأ في تفسير عملية التعلم ،ولذلك فإن الفرد وفقاً للجشطلتية ،يدرك
الأشياء بشكل كلي من خلال الاستبصار (إدراك الموقف ككل وتنظيم عناصره) (الأشقر،
2011م ،ص .)32وقد حددت الجشطلتية عدد من العوامل التي تؤثر على الإدراك والتفكير،
عُرفت بقواني الإدارك ،مثل :قانون الصورة والخلفية ،قانون الإغلاق ،قانون التشابه ،قانون
التقارب ،والتي تشير جميعها إلى إمكانية تحقيق الفهم من خلال السياق ،والمجال الذي يحدث فيه
الإدراك (العتوم وآخرون2014 ،م ،ص.)34
ومن خلال استعراض مجموعة من أبرز المدارس المفسرة للتفكير يمكن القول بوجود
تنوع في تفسير التفكير ،وأن هذا التنوع يعود بالأساس إلى تنوع التوجهات الفلسفية والتنظيرية
لهذه المدارس ،فكل مدرسة منها سعت إلى تفسير التفكير من منطلق فلسفتها ورؤيتها
للإنسان وسلوكه والعوامل المؤثرة فيه ،حيث سعت المدرسة البنائية إلى التعرف على بنية
التفكير وعناصره ،وكذلك الآلية التي يتم من خلالها .أما المدرسة الوظيفية فقد اهتمت بمسألة
توظيف التفكير والمنافع التي تعود على الإنسان من خلاله ،والخطوات التي تتم من خلالها
عملية التفكير ،غير أنها حصرت عملية التفكير في نطاق التعامل مع المشكلات وحلها؛ وقد
اهتمت المدرسة السلوكية بالسلوك الملاحظ أو الظاهر دونما النظر إلى العوامل أو التفاعلات
التي تتم داخل الفرد وتقوده إلى القيام بسلوك معين ،أما المدرسة السلوكية الحديثة فقد فسرت
التفكير باعتباره يتوسط العلاقة بين المثير والاستجابة .وفيما يتعلق بعملية تعليم التفكير يمكن
القول أن المدرسة الجشطلتية تأِت في مقدمة التوجهات العلمية التفسيرية للتفكير وحاولت
ربطه بالإدراك والاستبصار وتقنينه والتعرف على آلياته وكيفية تعلمه.
116