Page 114 - thirdsecondary

‫استكشا ُف المصادر‪:‬‬

‫أهمّية سورية‪:‬‬
‫يشـ ّكل ال ّسـاحل السـور ّي الواجهـة الغربّيـة والبـاب المفتـوح للقـاّرة الآسـيوّية‪ ،‬وتمثّـل سـورية المحـور‬
‫المركـز ّي الـذي تمـّر بواسـطته جميـع الاتّجاهـات والطـرق بيـن الغـرب والشـرق‪ ،‬فاهتمـت فرنسـا بهـا‬
‫وأسـمتها التـ ارث المشـرق ّي لفرنسـا فـي الدولـة العثمانّيـة‪ ،‬ووضعـت الب ارمـج لاحتلالهـا مثـل إقليـم المغـرب‬
‫العربـ ّي‪ ،‬إذ أعلـن السياسـ ّي الفرنسـ ّي (ليجـو) فـي برلمـان بـاده عنـد إعـان الحـرب العالمّيـة الأولـى عـام‬

‫‪1914‬م‪:‬‬

‫«مـن الضـروري أن تحصـل فرنسـا علـى ثانـي قطَبـي محورهـا فـي المتوسـط‪ ،‬قطـب سـورية‪ -‬لبنـان‬
‫– فلسـطين‪ ،‬بعـد أن وقـع القطـب الأّول قطـب تونـس – الج ازئـر – م اركـش فـي يدهـا»‪.‬‬

‫وفي إيضاح مكانة سورية في نظر فرنسا يقول وزير الخارجّية الفرنس ّي كليمانصو‪:‬‬
‫« ‪ ....‬إ ّن الأ ّمة الفرنسّية لا يرضيها أّل يكون في سورية أثر يد ّل على وجود فرنسا فيها‪ ،‬فإذا لم‬
‫تمثّـل فرنسـا فـي سـورية بعلَ ِمهـا وعسـاكرها فـإ ّن الأ ّمـة تعـّد ذلـك عـا اًر‪ ،‬كفـ ارر الجنـد ّي مـن سـاحة القتـال»‪،‬‬
‫لذلـك عهـدت فرنسـا لأسـطولها المتجـّول فـي المتو ّسـط بم ارقبـة وحصـار ال ّسـاحل السـور ّي فاسـتولى علـى‬

‫جزيـرة أرواد عـام ‪1915‬م‪ ،‬وشـّيد فيهـا قاعـدة عسـكرّية مسـتفيدين مـن تحصينـات قلعتهـا الأثرّيـة‪.‬‬
‫ف ّكر في‪:‬‬

‫‪ -1‬ما الطريقة الأخرى التي خطّطت بها فرنسا لإحكام سيطرتها على سورية؟‬

‫‪ -2‬ما مبّر ارت كليمانصو للسيطرة على سورية؟‬
‫‪ -3‬ما أريك بإّدعاءات كليمانصو لفكرة الاحتلال؟‬

‫تغيير حدود‪:‬‬

‫اشـتداد المنافسـة بيـن الـدول الأوروبّيـة ورغبتهـا بتوزيـع مناطـق النفـوذ فيمـا بينهـا بشـكل ُمـر ٍض لـك ّل‬
‫الأطـ ارف دون الدخـول فـي ن ازعـات عسـكرّية دفعهـا للتفـاوض فيمـا بينهـا‪ ،‬انتهـى هـذا التفـاوض بدايـة‬
‫القـرن العشـرين بتوقيـع اتفاقيـة (سـايكس – بيكـو) عـام ‪1916‬م‪ ،‬التـي أعطـت الإطـار الخارجـ ّي للخريطـة‬
‫المسـتقبلّية لـدول المشـرق العربـ ّي‪ ،‬جـاءت الاتفاقّيـة علـى شـكل مذ ّكـ ارت دبلوماسـّية تبادلتهـا حكومـات الـدول‬
‫الثـاث (بريطانيـا وفرنسـا وروسـيا القيصرّيـة)‪ ،‬تألّفـت هـذه المذكـ ارت مـن ‪ 12‬مـاّدة‪ ،‬شـملت فيهـا تقسـيم‬
‫المناطـق العربّيـة (سـورية الطبيعّيـة والعـ ارق وعـدن وشـبه الجزيـرة العربّيـة والج ازئـر)‪ ،‬بالإضافـة لتقاسـم بعـض‬

‫‪96‬‬