Page 109 - thirdsecondary

‫غزو ثقاف ّي‪:‬‬

‫نـادت الـدول الأوروبّيـة بفكـرة دمـج الـدول التـي احتلتهـا معهـا سياسـّياً واقتصادّيـاً واجتماعّيـاً‪ ،‬ولا يمكـن‬

‫أن تتحقّـق سياسـة الدمـج إلا عـن طريـق دعمهـا بسياسـة ثقافّيـة‪ ،‬وذلـك مـن خـال عـّدة اتّجاهـات‪ :‬إيجـاد‬

‫مجتمـع مـن أبنـاء الدولـة المحتلّـة (المسـتوطنون الذيـن هاجـروا مـن دولتهـم الأّم إلـى البلـد المحتـ ّل) فـي‬
‫المنطقـة يكـون لهـم تأثيـر ثقافـ ّي‪ ،‬ومحاربـة اللغـة العربّيـة عـن طريـق القضـاء علـى م اركـز الثقافـة العربّيـة‬
‫التقليدّيـة التـي تمثّلـت بالمـدارس والزوايـا والجوامـع‪ ،‬ونهـب التـ ارث الثقافـ ّي العربـ ّي الـذي ُعثـر عليـه فـي‬
‫المكتبـات مـن مخطوطـات ووثائـق وكتـب‪ ،‬وبـذل الجهـود لمحاربـة المقاومـة الوطنّيـة بـك ّل أشـكالها‪ ،‬ومنهـا‬

‫الصحافـة الوطنّيـة‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)8‬جريدة العلم المغربية (لسان حزب الاستقلال) تأسست عام ‪1946‬م إّبان الاحتلال الفرنس ّي والإسبان ّي‬
‫للمغرب العرب ّي‪ ،‬تتحدث عن مقاومة الشعب العرب ّي في ساقية الذهب ضّد الإسبان‪.‬‬

‫ف ّكر في‪:‬‬ ‫جـاء فـي خطـاب الوزيـر الفرنسـ ّي (سـالفندي‬
‫‪ )salvanday‬عـام ‪1846‬م‪ ،‬الـذي ألقـاه أمـام جمـع مـن‬
‫‪ -1‬ما الحقائق التي يذكرها الّن ّص؟‬
‫‪ -2‬كيف يمكن للصحافة أن تكون عنص اًر‬ ‫الأطّبـاء العسـكريين فـي الج ازئـر‪« :‬ممـا لا شـك فيـه أ ّن‬
‫الحكومـة الفرنسـّية تعتـرف لكـم بجميـل إخلاصكـم فـي‬
‫أساسّياً في المقاومة ضّد الاحتلال؟‬ ‫معاملتكـم للجنـود‪ ،‬غيـر أ ّن لكـم مهمـة أخـرى أكثـر أه ّمّيـة‪،‬‬
‫‪ -3‬أين تجد التناقض بين سياسة الدول‬ ‫أنتـم مدعـوون إلـى القيـام بهـا وهـي‪ :‬مؤازرتكـم بقسـط كبيـر‬

‫الأوروبّية في ال ّشمال الإفريق ّي وشعارها‪:‬‬ ‫فـي العمـل علـى إدخـال حضارتنـا فـي بيئـة القبائـل العربّيـة‬
‫أّنها حامية الحضارة؟‬ ‫والبربرّيـة‪ ،‬إ ّن تبشـيركم سـيكون ولا شـك قـاد اًر علـى النجـاح‬
‫خـال السـنوات الطويلـة المقبلـة ‪ .......‬ومـن وجهتنـا سـنقوم‬
‫‪ -4‬ما أريك بقيام الاحتلال الفرنس ّي‬
‫باستغلال العمل الإنسان ّي لخدمة‬ ‫بـكل مجهوداتنـا لنوفّـر لكـم الظـروف وسـط المواطنيـن للعمـل‬

‫مصالحه؟‬

‫‪ -5‬ما الأسلوب الذي ذكرته جريدة العلم‬ ‫علـى نشـر التعليـم الطبـ ّي الـذي سـيصبح نافعـاً فـي نفـس‬
‫لمقاومة الاحتلال في المغرب العربي؟‬ ‫الوقـت للإنسـانّية‪ ،‬ولتثبيـت قّوتنـا فـي هـذا البلـد»‪.‬‬

‫‪91‬‬