Page 38 - لماذا
P. 38

‫لماذا؟‬

‫وجزيل الشكر والامتنان‪ ..‬فقد تمر عليه لحظات ضع ٍف يكون فيها في قمة‬
  ‫هشاشته‪ ،‬لا يتمنى أن يرى هذا الجانب منه‪ ،‬حتى لو من أقرب الأشخاص إليه‪.‬‬

‫بل يكتفي بالرد بأنه بخير ويختصر بداخله آلاف الانكسارات بسبب أو بدون‬
                                                             ‫سبب‪.‬‬

‫أجل عزيزي القارئ‪ ،‬أحيا ًنا مجرد استيقاظ الشخص من نومه وإدراكه لما‬
‫سيواجه في يومه الجديد كفيل أن يشعره بالمرض‪ ،‬وعندما يتوجه إلى مدرسته أو‬
‫جامعته أو حتى عمله ويصادف أقرانه‪ ..‬ما يلبث يتصرف كالإنسان الآلي بأجوبته‬
‫الآلية ومشاعره المتبلدة التي كبتت بدون حول منه ولا قوة‪ ..‬سوى أن صاحبها‬
‫يخش ى شفقة الآخرين‪ ،‬يخش ى من اهتزاز صورته النمطية التي رسمها لذاته‬

                                                           ‫أمامهم‪.‬‬

‫ولكن هل تستحق نفسنا منا هذه المعاملة الديكتاتورية؟ هذا الخذلان؟ هذه‬
                                                          ‫السلبية؟‬

‫لذا عزيزي القارئ‪ ،‬لماذا نكذب على أنفسنا أ ًولا ثم الآخرين‪ ،‬عندما نزّيف‬
                          ‫حقيقة مشاعرنا‪ ،‬عندما نجيب عن هذا السؤال؟‬

          ‫أجل أنا أسمعك‪ ..‬أنت تقول وما الفائدة من البوح‪ ،‬أليس كذلك؟‬

                                            ‫أنا أؤيدك‪ ،‬أتدري لماذا؟‬

 ‫إيناس عبدالله | لماذا نكذُب؟ ‪37‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43