Page 42 - لماذا
P. 42

‫لماذا؟‬

‫عليه وعلى طاقته أول ما تخطو قدماه عتبات باب المنزل‪ ،‬وحينها أول ما يبحث‬
 ‫عنه هو السرير أو أي ش يء مسطح يستطيع أن يلقي بجسد ِه المرهق عليه ليرتاح‪.‬‬

‫آخر يكون رده أن الدنيا لن تتعطل والشمس لن تغيب لو ماطلنا‪ ،‬لو أجلنا‬
                            ‫مهام اليوم للغد أو بعد الغد أو حتى بعد شهر‪..‬‬

‫آخر قد يرد بأن المماطلة ما هي إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة‪ ،‬بمعنى آخر‬
‫أني أؤجل مهام اليوم للغد أو لنهاية الأسبوع لأني حينها سأكون في كامل قوتي‬
‫العقلية واستعدادي البدني لتنفيذها‪ ،‬وفي هذا الوقت سأكملها على أكمل وجه‬

                                                      ‫وبأعلى المعايير‪.‬‬
 ‫وهنا يلح عل ّي سؤال بدهي يستفزني‪ ..‬هل تضمن البقاء والعيش لهذا الوقت؟‬

                         ‫ليست نظرة تشاؤمية والعياذ بالله‪ ،‬ولكن لماذا؟‬

‫فلنفرض أنك رائد أعمال في مجال ما في بلد صناعي كبير يتصف بالمنافسة‬
‫الشرسة ما بين الشركات الشبيهة في مجالك‪ ..‬وقد توصلت لمنتج جديد سيوفر‬
‫للعملاء خدمة ممتازة بأسعار تنافسية‪ ،‬وسيدر عليك ثروات طائلة إذا لاقى قبوًلا‬
‫واستحسا ًنا من الجمهور‪ ،‬وذلك بعد ما أنجزت ما توجب عليك من دارسة للسوق‬

           ‫والأرباح والخسائر‪ ...‬إلخ‪ ،‬هل ستقرر إطلاق المنتج الآن أم بعد شهر؟‬

‫أو لنفرض أنك مراسل صحفي تابع لقناة إخبارية مرموقة أو جريدة ذات‬
 ‫صيت وسمعة طيبة في البلاد‪ ،‬ووصل لك خب ٌر يعد بلغة الصحافة سب ًقا صحف ًّيا‪..‬‬

 ‫إيناس عبدالله | لماذا نُماطل؟ ‪41‬‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47