Page 32 - تنوير 4-8
P. 32
لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا -المجلس الأعلى للثقافة
الوثيقـة بيـن اللغـة و المنطـق ،مـن حيـث كلاهمـا يحتـاج عـن العقائـد الإيمانيـة بالأدلـة العقليـة” .فهنـاك فـي العلميـن
إلى الآخر ،فالمنطق لا يسـتطيع التوصل إلى الفكر بدون جـزء متقاطـع مشـترك .وهـو الجـزء الخـاص بالعبـادات فـي
اللغـة ،كمـا أن اللغـة تحتـاج إلـى مبـادئ المنطـق وقواعـده الفقـه .فينظـم علـم الفقـه صلـة العبـد بربـه ،أمـا علـم الـكلام
مـن أجـل صياغـة نفسـها صياغـة نظريـة اسـتنباطية .فـإن موضوعـه البرهنـة علـى صحـة كل العقائـد الإيمانيـة
-أمـا عـن علاقـة المنطـق بالرياضـة ،فأسـبقية المنطـق بمـا فيهـا تلـك التـي تتصـل بالعبـادات(.)40
علـى الرياضـة أثبتهـا كل مـن رسـل وهوايتهـد فـي كتابهمـا -أمـا عـن العلاقـة المتبادلـة بيـن علـم الـكلام والعلـم الإلهـي
(مـا بعـد الطبيعـة)؛ تعـود إلـى المعتقـد الأول والأساسـي فـي “أصـول الرياضـة” ،،والشـيء نفسـه ُيقـال عـن العلاقـة التـي
علـم الـكلام ،وهـو الاعتقـاد فـي وجـود الله ،والله نفسـه هـو تربـط الرياضـة بعلـم الطبيعـة ،و التـي أصبحـت واضحـة
أحـد موضوعـات العلـم الإلهـي (مـا بعـد الطبيعـة) الـذي منـذ كتابـات جاليليـو فـي القـرن السـابع عشـر ،و التقاطـع
الموجـود بيـن الرياضـة وعلـم الطبيعـة يمكـن التعبيـر عنـه يـدرس المبـادئ الداخليـة و المبـادئ الخارجيـة للوجـود ،ثـم
فـي القـول :إن جـزءاً كبيـ اًر مـن ثوابـت الرياضـة ومتغي ارتهـا مـن قبـل هـذا يتنـاول بالد ارسـة أنـواع الموجـودات ،وعلـى
قـد تمـت اسـتعارته -فـي البدايـة -مـن الطبيعـة أو هـي أرسـها الموجـود الضـروري ،واجـب الوجـود (الله).
وأخيـ ار نصـل إلـى العلاقـة التبادليـة التقاطعيـة الموجـودة بين التـي أوحـت بـه للعقـل ،كمـا أن علـم الطبيعـة لـم يتـم تأسيسـه
علـم اللسـان (اللغـة) و العلـم الإلهـي (مابعـد الطبيعـة) حيـث وصياغتـه صياغـة نظريـة فـي القـرن السـابع عشـر إلا بعـد
تنغلـق الدائـرة علـى نفسـها .يشـترك العلـم الإلهـي مـع بقيـة أن تمـت معالجتـه معالجـة رياضيـة كمـا يقـول جاليليـو.
العلـوم الأخـرى فـي حاجتـه إلـى علـم اللسـان كوعـاء لغـوي وأصبحـت العلـوم الطبيعية-اليـوم -تسـتخدم بشـكل موسـع
تصـاغ مـن خلالـه مشـكلاته ،ويتـم التعبيـر عنهـا .وفـي
ومسـتمر لغـة الرياضـة ومناهجهـا(.)38
-أمـا العلاقـة التبادليـة بيـن العلـوم والعلـم المدنـي (العلـوم الوقـت نفسـه فـإن العلـم الإلهـي (مـا بعـد الطبيعـة) يـدرس
ويتضمـن المبـادئ العامـة و المقـولات الأكثـر تجريـداً ،التـي الاجتماعيـة والإنسـانية) يمكـن حصرهـا علـى أسـاس أن
يسـتند إليهـا الفكـر و الوجـود معـاً ،بمـا فـي ذلـك مبـادئ هـذه الأخيـرة هـي التـي تلـي فـي الترتيـب العلـوم الطبيعيـة،
ويقـف علـى حـدود العلميـن علـم الحيـاة (البيولوجيـا).
اللغـة ومقولاتهـا(.)41
بالفعـل يسـتحق هـذا التحليـل التقديـر ،لأنـه ليـس تحليـا فالإنسـان موضـوع هـذه العلـوم هـو جـزء مـن الطبيعـة،
دقيقا فحسـب ،يعتمد على منهجية إبسـتيمولوجية معاصرة، إنـه الجـزء الأهـم مـن الطبيعـة .كمـا أن العلـوم الإنسـانية
بـل أيضـا لأنـه تحليـل نجـح بالفعـل فـي إيضـاح مـا كان تسـتعير فـي آدائهـا لوظيفتهـا لغـة ومناهـج العلـوم الطبيعيـة.
فوحـدة العلـوم عنـد الوضعيـة المنطقيـة تقـوم علـى أسـاس
غامضـا ومبهمـا لـدى كثيـر مـن الباحثيـن. مبـدأ الـرد ،رّد العلـم الأدنـى إلـى العلـم الأعلـى ،وقـوام الـرّد
وبذلـك يكـون أظهـر بالفعـل المكانـة العاليـة التـي بلغهـا هـو اللغـة الطبيعيـة ،لغـة علـم الطبيعـة(.)39
تصنيـف الفا اربـي ،مـع كل الـدلالات التـي لزمـت عـن -وعلم الفقه (القانون) عند المسلمين يحتوي على قسمين:
ذلـك ،مثـل نفـي الازدواجيـة ،أو الثنائيـة التـي وجـدت لـدى فقـه العبـادات ،وفقـه المعامـات .وهـو بقسـمه الثانـي يدخـل
غيـره ،مـن التمييـز بيـن علـوم اليونـان والعلـوم العربيـة فـي مجموعـة العلـوم الاجتماعيـة والإنسـانية .وهـو بقسـمه
الإسـامية ،والثنائيـة بيـن مـا هـو عربـي ومـا هـو إسـامي، الأول يتداخـل مـع علـم الـكلام ،الـذي موضوعـه” الدفـاع
فقـد صهـر الفا اربـي كل هـذه العلـوم ومزجهـا وأخرجهـا فـي
32

