Page 35 - تنوير 4-8

‫لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

‫يمكنـه أن يسـقط مـن حسـابه‪ ،‬أو يتجاهـل خبـرة السـابقين‪،‬‬ ‫يتميـز بمـا يلـي‪:‬‬
‫وخاصـة بعـد أن دخـل المـوروث العلمـي و الفكـري فـي‬
‫نسـيج العلـم العربـي‪ ،‬وخاصـة العلـوم اليونانيـة وغيرهـا‪ ،‬مـن‬ ‫ •التأكيد على مصادر التصنيف‪ ،‬وعادة تكون مصادر‬
‫هنـا لا ينبغـي أن نعتبـر تلـك الثنائيـات فـي تصنيـف العلـوم‬ ‫يونانية‪.‬‬
‫علامـة عـى نقـص أو ضعـف فـي التصنيـف‪ ،‬بـل هـي علـى‬
‫العكـس علامـة علـى قـوة وتقديـر للـذات‪ ،‬وإعمـال للعقـل‬ ‫ •إضافـة المصـادر الإسـامية التـي تعبـر عـن الهويـة‬
‫و الفكـر‪ ،‬وهـي باختصـار تعبيـر عـن الأصالـة الحقيقيـة‬ ‫العربي ـة‪.‬‬
‫التـي تـدرك العلاقـة الوثيقـة بيـن الجديـد و القديـم علـى ُسـَّلم‬
‫التطـور العلمـي‪ ،‬ومبلـغ مـا ُيضيفـه اللاحـق إلـى السـابق‪.‬‬ ‫ • إضافـة بعـض العلـوم التـي تعبـر عـن مـدى مـا وصـل‬
‫إليـه تطـور العلـم فـي ذلـك العصـر‪.‬‬
‫والأهـم مـن ذلـك – فيمـا يتعلـق بالنقطـة السـابقة المتعلقـة‬
‫بالثنائيـات الموجـودة فـي تصنيفـات العلـوم‪ -‬لـدى جابـر‬ ‫ •التعبيـر عـن النزعـة النقديـة التـي لـم ترضـى بقبـول‬
‫بـن حيـان ‪،‬مثـا‪ ،‬و الكنـدي‪ ،‬والخوارزمـي الكاتـب‪ ،‬وابـن‬ ‫مـا هـو سـائد ومـا هـو معـروف مـن العلـوم فـي ذلـك‬
‫سينا‪ )60(،‬وابن الأكفاني(‪ ،)61‬وغيرهم؛ هو أن هذه الثنائيات‬
‫ليسـت منفصلـة‪ ،‬أو معزولـة عـن بعضهـا البعـض‪ ،‬بـل‬ ‫ا لعص ـر ‪.‬‬
‫ •تجلـى النقـد فـي اسـتبعاد بعـض العلـوم وإضافـة علـوم‬
‫تربطهـا علاقـات وثيقـة فيمـا بينهـا‪ ،‬بشـكل أو بآخـر‪.‬‬
‫جديـدة‪.‬‬
‫لايمكـن لفيلسـوف عاِلـم مسـلم‪ ،‬أو لعاِلـم فيلسـوف مسـِلم‬
‫أن يتجاهـل فـي تصنيفـه علـوم الديـن أو العلـوم الشـرعية‪،‬‬
‫أو العلـوم المرتبطـة بالثقافـة العربيـة الإسـامية‪ ،‬كمـا لا‬

‫الم ارجع‬

‫ ‪1 .‬الحـدود لجابـر بـن حيـان ‪ ،‬تحقيـق د‪ .‬عبـد الأميـر الأعسـم‪ ،‬ضمـن كتابـه‪ :‬رسـائل منطقيـة فـي الحـدود و الرسـوم للفلاسـفة‬
‫العـرب‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫ ‪2 .‬كارلو نالينو‪ :‬علم الفلك‪ ،‬تاريخه عند العرب فى العصور الوسطى‪ ،‬روما‪ ،‬سنة ‪1911‬م‪.307 ،‬‬
‫ ‪3 .‬انظـر فـى ذلـك‪ :‬د‪ .‬محمـد مهـ ارن رشـوان‪ :‬المدخـل إلـى المنطـق الصـوري‪ ،‬دار قبـاء‪ ،‬سـنة ‪ ،~1998‬ص ‪ 53‬فمـا بعدهـا‪،‬‬
‫أيضـا‪ :‬د‪ .‬عزمـي إسـام‪ :‬د ارسـات فـى المنطـق‪ ،‬مـع نصـوص مختـارة‪ .‬طبعـة الكويـت‪ ،‬سـنة ‪ .1985‬أيضـا‪ :‬د‪ .‬محمـود فهمـي‬

‫زيـدان‪ :‬المنطـق الرمـزي نشـأته وتطـوره‪ ،‬مؤسسـة شـباب الجامعـة‪ ،‬الإسـكندرية‪ ،‬سـنة ‪.1989‬‬
‫ ‪4 .‬انظر‪ :‬د‪ .‬محمد مه ارن‪ ،‬المدخل إلى المنطق الصوري‪ ،‬ص ‪ ،59-49‬ص‪ 67‬فما بعدها‪.‬‬
‫ ‪5 .‬انظر‪ :‬د‪.‬حامد طاهر‪ :‬الفلسفة الإسلامية مدخل وقضايا‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬ص‪.34-33‬‬

‫ ‪ 6 .‬ارجع‪ :‬د‪ .‬عبد الرحمن بدوي‪ :‬أرسطو‪ ،‬ص ‪ 54‬فما بعدها‪.‬‬
‫ ‪7 .‬ايضا‪ :‬د‪ .‬إمام عبد الفتاح إمام‪ :‬مدخل إلى الفلسفة‪ ،‬مؤسسة دار الكتب‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ ،6‬ص ‪ 129‬فما بعدها‪.‬‬
‫ ‪8 .‬د‪ .‬حسـن عبـد الحميـد‪ ،‬مسـتويات الخطـاب المنهجـي فـي العلـوم العربيـة الإسـامية‪ ،‬دار النهضـة العربيـة‪،2004-2003 ،‬‬

‫ص ‪.71-70‬‬
‫ ‪9 .‬د‪ .‬جميل صليبا‪ ،‬المنطق‪ ،‬بيروت‪ ،1967،‬ص‪ 130‬بتصرف‪.‬‬
‫ ‪ 10.‬ارجع‪ :‬د‪ .‬إمام عبد الفتاح إمام‪ ،‬مدخل إلى الفلسفة‪ ،‬ص ‪.131-130‬‬
‫ ‪11.‬د‪ .‬عاطف الع ارقي‪ :‬تصنيف العلوم عند العرب‪ ،‬مجلة د ارسات عربية‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫ ‪ 12.‬ارجـع‪ :‬د‪ .‬عاطـف الع ارقـي‪ :‬تصنيـف العلـوم عنـد العـرب‪ ،‬بحـث ضمـن مجلـة د ارسـات عربيـة وإسـامية‪ ،‬إشـ ارف د‪ .‬حامـد‬
‫طاهـر‪ ،‬العـدد‪ ،11/‬سـنة ‪ ،1992‬ص ‪ 33‬فمـا بعدهـا‪ .‬كذلـك‪ :‬د‪ .‬فاطمـة إسـماعيل‪ :‬منهـج البحـث عنـد الكنـدي‪ ،‬ص ‪ 86‬فمـا‬

‫‪35‬‬