Page 40 - تنوير 4-8
P. 40

‫لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

‫فـي معلـوم للوصـول إلـى معرفـة مجهـول‪ .‬ويرتبـط الفكـر العنـف والتعصـب‪ ،‬وترسـيخ مبـدأ قبـول الآخـر‪ ،‬وحمايـة‬

‫بمفاهيـم أخـرى تشـكل منظومـة مت اربطـة ومتناسـقة مـع حقوقـه‪ ،‬وتدعيـم حريتـه الشـخصية بغـض النظـر عـن دينـه‬

‫بعضهـا البعـض‪( .‬التفكـر –التفكيـر‪ -‬التعقـل ‪ -‬التأمـل ‪ -‬أو نوعـه أو جنسـه‪.‬‬

‫‪-‬التسـامح‪ ،‬عكـس التعصـب‪ .‬هـو حالـة يعيشـها الفـرد مبنيـة‬         ‫التدبـر – التفقـه)‪( ...‬كمـا ورد فـي القـرآن الكريـم)‪.‬‬

‫الحـوار(‪ Discussion- Dialeqtique - :)3‬علـى العفـو والتفكيـر فـي الـ أري الآخـر واحت ارمـه بغـض‬

                          ‫النظـر عـن قبولـه أو رفضـه‪.‬‬                                            ‫‪- Dialogue‬‬
‫‪-‬ظهـر هـذا المصطلـح فـي الغـرب فـي نهايـة القـرن‬
‫السـادس عشـر الميـادي وأيضـا فـي عصـر التنويـر‪.‬‬                                         ‫تعريف الحوار لغة ‪:‬‬
‫ومـن أشـهر دعاتـه جـون لـوك فـي « رسـالة فـى التسـامح‬
‫«عـام( ‪ ،)1689‬وفولتيـر فـى «رسـالة فـي التسـامح» عـام‬        ‫يقـول الزمخشـري فـى الأسـاس‪ :‬حاورتـه أي ارجعتـه الـكلام‪،‬‬
                                                             ‫وذكر ابن منظور أن معنى «حور»‪:‬الرجوع عن الشـيء‪،‬‬
                                          ‫(‪.)1763‬‬            ‫حـار إلـي الشـئ وعنـه حـو اًر أو محـاو اًر ‪ ...‬رجـع عنـه وإليـه‪.‬‬
‫بعـد أن عرضنـا هـذه المفاهيـم لغـ ًة واصطلا ًحـا‪ ،‬نـرى‬
‫أنهـا جمي ًعـا آليـات نسـتطيع أن نصـل عـن طريقهـا إلـى‬                                        ‫أما في الاصطلاح‪:‬‬
‫«التقـدم» الـذي نعنـي بـه نمـو أو إصـاح أو تحسـن أو‬          ‫فهـو نـوع مـن الحديـث بيـن شـخصين أو فريقيـن يتـم‬
‫إعـادة بناء‪..‬فهـو الغايـة التـي ننشـدها مـن العلـم والأخـاق‬  ‫فيـه تـداول الـكلام بينهمـا بطريقـة متكافئـة‪ ،‬فـا يسـتأثر بـه‬
                                                             ‫أحدهمـا دون الآخـر‪ ،‬ويغلـب عليـه الهـدوء‪ ،‬والبعـد عـن‬
                                                ‫م ًعـا‪.‬‬
‫المحــور الثانــي ‪ :‬إصــاح فكــرى و اجتماعــی أم‬                                                        ‫ا لتعص ـب ‪.‬‬
                                                             ‫‪-‬الحـوار هـو المحـاورة‪ ،‬المجاوبـة‪ ،‬أو م ارجعـة النطـق‬
                            ‫إصــاح سیاســی(‪)5‬‬
                                                                      ‫والـكلام فـي المخاطبـة والتحـاور والتجـاوب*‪.‬‬
                                                             ‫ورد لفـظ الحـوار ومشـتقاته فـي القـرآن الكريـم ‪.‬كلمـة‬

‫أيها يجب أن يسبق الآخر في عملية التغيير والإصلاح‪:‬‬            ‫«يحـاوره» فـي سـورة الكهـف‪ :‬قـال تعالـى‪« :‬وكان لـه ثمـر‬
‫‪-‬الإصـاح الفكـرى المتصـل بأنظمـة الفكـر والثقافـة‬            ‫فقـال لصاحبـه وهـو يحـاوره أنـا أكثـر منـك مـالا وأعـز نفـ ار»‪.‬‬
‫والمجتمـع والتعليـم ‪ ،‬أم الإصـاح السياسـي المتمثـل‬
                                                                                                 ‫الكهـف أيـة(‪.)34‬‬
                          ‫بالدسـاتیر والديمق ارطيـة‪...‬‬       ‫في سـورة المجادلة قال الله تعالى‪« :‬قد سـمع الله قول التي‬
‫هـل العالـم العربـي اليـوم بحاجـة إلـي إصـاح سياسـي‪ ،‬أم‬      ‫تجادلك في زوجها وتشـتكي إلى الله‪ ،‬والله يسـمع تحاوركما‬

  ‫أنـه بحاجـة ماسـة لإصـاح فكـرى اجتماعـی معرفـی ؟‬                      ‫إن الله هو السميع البصير»‪ .‬المجادلة أية(‪.)1‬‬
‫نحـن نـرى أن الإصـاح الفكـرى ضـرورة واجبـة فـي معالجـة‬       ‫وأيضـاً قولـه تعالـى «ادع ربـك بالحكمـة والموعظـة الحسـنة‪،‬‬
‫الخلـل الفكـرى فـي العالـم العربـي مـن عنصريـة‪ ،‬وطائفيـة‪،‬‬
                                                                    ‫وجادلهـم بالتـي هـي أحسـن‪ »...‬النحـل أيـة(‪.)125‬‬
                           ‫وعنـف‪ ،‬واسـتبداد اجتماعی‪.‬‬                                   ‫(‪ Tolerance )4‬التسامح‬
‫لذلـك تأتـي أهميـة بنـاء العقـل فـي المرتبـة الأولـى‪ ،‬وهـي‬
                                                             ‫التسـامح (لغـة)‪ :‬مـن السـماح والسـماحة والجـود والكـرم‪،‬‬
                   ‫ضـرورة واجبـة فـي عصرنـا ال ارهـن‪.‬‬        ‫وسـمح لـه أي اعطـاه‪ ،‬والمسـامحة أي المسـاهلة‪ ،‬وسـمح‬
‫‪-‬إن الأولـى فـي عمليـة إصـاح المجتمعـات وتطورهـا أن‬
‫نبـدأ بالإصـاح الفكـرى الاجتماعـي‪ ،‬الـذي يمثـل بوابـة‬                     ‫أسـمح إذا جـاد وأعطـى عـن كـرم وسـخاء‪.‬‬
                                                             ‫أمـا عـن الاصطـاح ‪:‬يشـير مصطلـح «ثقافـة التسـامح»‬
                         ‫العبـور للإصـاح السياسـي ‪.‬‬          ‫إلـى مجموعـة مـن القيـم والمبـادئ التـي تؤكـد علـى نبـذ‬

                                                             ‫‪40‬‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45