Page 43 - تنوير 4-8
P. 43

‫لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

‫إذا أردنـا الاسـتق ارر والتقـدم علينـا أن تركـز علـى حـل‬         ‫بحيـث يشـعر كل طـرف باحتـ ارم الآخـر وهيبتـه‪ .‬والحـوار لا‬
‫المشـكلات الاقتصاديـة‪ ،‬الفقـر‪ ،‬الأميـة وغيرهـا أي ًضـا‪،...‬‬       ‫يكـون عنـد الاختـاف فقـط‪ ،‬بـل قـد يحـدث الحـوار للتعليـم‪.‬‬
‫الاهتمام بالتربية على أسـاس الحوار والتسـامح في الأسـرة‪،‬‬         ‫‪ -‬يحفـل القـرآن الكريـم بالآيـات الدالـة علـى المناقشـة‬

                                            ‫المدرس ـة‪.‬‬             ‫والحـوار‪ ،‬وذلـك مـن أجـل إعمـال الفكـر والفهـم (‪.)١٢‬‬
                                                                                                ‫ومن عوائق الحوار(‪:)13‬‬
‫لابـد أيضـاً مـن مواجهـة العنـف بـكل أشـكاله ‪ :‬العنـف‬
‫الأسـرى‪ ،‬الاجتماعـي‪ ،‬العنـف ضـد المـ أرة‪ ،‬العنـف‬                 ‫الاعتـداد بالـ أري والتعصـب لـه‪ ،‬الغضـب‪ ،‬عـدم وجـود‬

‫قواسـم مشـتركة بيـن المتحاورييـن ‪ ...‬وهـذا يـؤدى إلـي جعـل الالكترونـي ‪ ...‬ومحاربـة التعصـب الأعمـى الـذي ينتـج عن‬
‫الحـوار غيـر مفيـد‪ ،‬يتجـاوز الحـوار البنـاء ويخـرج عـن قلـة الوعـى الفكـري والثقافـي‪ ،‬وسـوء اسـتخدام التكنولوجيـا‪،‬‬

‫وعـدم القـدرة علـى مواكبـة متغيـ ارت العصـر‪.‬‬                     ‫نطـاق الحـوار المشـروع ‪.‬‬

‫أمـا عـن آداب الحـوار الجيـد فمنهـا ‪ :‬الصبـر‪ ،‬الاحتـ ارم‪- ،‬علينـا إذن تعديـل مسـار العقـول التـي اقتحمتهـا أفـكار‬

‫العنـف وتطهيرهـا‪ ، ...‬تغييـر ثقافـة العنـف فـي الأسـرة‬           ‫التواضـع‪ ،‬ضبـط النفـس ‪ ،‬الأمانـة العلميـة‪ ،‬الالتـ ازم‬
‫‪ ،‬وفـي المؤسسـات التعليميـة‪ ،‬وتجديـد الخطـاب الفكـري‪،‬‬            ‫بالأدلـة‪ ،‬التـدرج فـي الحـوار‪ ،‬التـ ازم القـول الحسـن‪ ،‬حسـن‬
‫وإعـاء قيـم الحـوار والتسـامح‪ ،‬واحتـ ارم حقـوق الآخـر‬            ‫الاسـتماع‪ ،‬تجنـب المقاطعـة‪ ،‬إشـعار المحـاور بالمحبـة رغـم‬

‫الاختـاف‪ ،‬احتـ ارم الـ أرى المخالـف‪ ،‬إنهـاء الحـوار بـأدب وحرياتـه‪ ،‬الدعـوة إلـي تأسـيس حـوار مجتمعـي لا يقتصـر‬
‫ولياقـة‪ ...‬وغيرهـا مـن آداب الحـوار التـي تجعـل الحـوار علـى الجانـب الدينـي فقـط ‪ ،‬ولكـن حـوار ثقافـي تنویـري‬

                               ‫علـي كل المسـتويات‪.‬‬               ‫والتواصـل هادًفـا بنـا ًءا مفيـًدا للفـرد والمجتمـع علـى السـواء‪.‬‬
‫وهنـا ياتـي دور المثقـف ‪ ،‬ودور الفكـر فـي تغييـر واقـع‬           ‫‪-‬هذا الحوار الجيد يفيد في كل مجالات الحياة الاجتماعية‬
                                                                 ‫‪ :‬الأسـرة‪ ،‬المدرسـة‪ ،‬الجانـب التعليمـي والتربـوى‪ ،‬العلمـي‬
                          ‫الإنسـان إلـي الأفضـل (‪.)14‬‬            ‫والثقافـي‪ ،‬حـل المشـكلات وتنميـة المهـا ارت والتشـاور لمـا‬
‫يسـاهم مفهـوم التسـامح أيضـاً فـي إرسـاء مفاهيـم ‪ ،‬أخـري‬         ‫فيـه مصلحـة الأفـ ارد والجماعـات‪ .‬حيـث يمكـن مواجهـة‬
‫مـن أهمهـا الحريـة والعدالـة‪ ،‬وغيرهـا مـن المفاهيـم التـي‬
‫تشـكل جوهـر حقـوق الإنسـان ونهضتـه التـي يجـب الحفـاظ‬                             ‫مشـكلات الحيـاة بإسـلوب حـوارى بنـاء‪.‬‬
                                                                 ‫(‪ -)2‬التسـامح وقبـول الآخـر‪ ،‬دوره فـي تعزيـز ثقافـة‬
                                             ‫عليهـا ‪.‬‬
                                ‫	•التسامح مشروط‪:‬‬                                                           ‫التقدم‪.‬‬
‫إن التسـامح لا يعنـي المسـاواة أو التنـازل أو التسـاهل‬           ‫إن التجـذر الحقيقـي للعنـف والتعصـب والتطـرف‪ ...‬لهـي‬

‫عوامـل متداخلـة ومتشـابكة تعيـق الحـوار والتقـدم والتطـور بـل يعنـي اتخـاذ موقـف إیجابـی فيـه إقـ ارر بحـق الآخـر فـي‬

‫التمتـع بحقوقـه وحرياتـه‪ .‬بهـذا المعنـی فالتسـامح مسـؤولية‬           ‫ومـا أكثـر هـذه الظواهـر فـي عالمنـا المعاصـر اليـوم‪.‬‬
‫تشـكل أسـاس حقـوق الإنسـان والتعدديـة( الثقافيـة‪ ،‬الدينيـة)‬      ‫يقـول فولتيـر فـي» رسـالة فـي التسـامح» يوجههـا إلـى‬
                                                                 ‫الإنسـانية أن التسـامح هـو السـبيل الوحيـد للقضـاء علـى‬
                       ‫والديمق ارطيـة وحكـم القانـون(‪.)15‬‬

‫	•معوقات التسامح‪:‬‬                                                ‫الحـروب والص ارعـات والتعصـب والتناحـر»‪.‬‬

‫إن أخطـر مـا تعانيـه المجتمعـات علـى الجانـب الثقافـي‬            ‫مـن هنـا يمكـن القـول أن تعزيـز قيـم التسـامح‪ ،‬مناهضـة‬
‫حالات الانقسام والتفكك على المستوى الداخلي‪ ،‬وظهور‬                ‫العنـف بـكل اطيافـه هـو الطريـق الأفضـل للتقـدم والتطـور‪.‬‬
‫التصـدع الفكـري والثقافـي‪ ،‬واختفـاء لغـة الحـوار التـي أدت‬
                                                                                                       ‫آليات المواجهة‬

                                                             ‫‪43‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48