Page 61 - تنوير 4-8
P. 61

‫لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬
‫(‪« )33‬الحيـاة وفًقـا للطبيعـة» عبـارة قالهـا «زينـون» ‪262 (B.C : 334( Zeno‬وتعنـي أن الإنسـان ينبغـي عليـه أن يعيـش علـى‬

    ‫وفـاق مـع الطبيعـة‪ ،‬أعنـي علـى وفـاق مـع العقـل‪ .‬والإنسـان حيـن يحيـا وفًقـا للعقـل إنمـا يحيـا وفًقـا للقانـون الـذي يحكـم العالـم‪.‬‬

‫(‪ )34‬ينقسـم كتـاب «الاعت ارفـات» للقديـس «أوغسـطين» إلـى ثلاثـة عشـر فصـا‪ ،‬تنـاول فيـه ذكريـات طفولتـه وتجـارب شـبابه‪،‬‬
‫وشـتى أحـداث حياتـه؛ محـاولاً تحليـل مضمـون هـذه الخبـ ارت النفسـية فـي ضـوء فهمـه الروحـي لمعنـى الحيـاة الإنسـانية‪ .‬هـذه‬
‫الخبـ ارت التـي وصفهـا «أوغسـطين» إنمـا تكشـف عـن قلـق الـذات التـي تجـد نفسـها دائ ًمـا متأرجحـة بيـن الوجـود والعـدم‪ ،‬بيـن الأبديـة‬
‫والزمـان‪ ،‬بيـن الأمـل واليـأس‪ .‬ولذلـك فالكتـاب ليـس مجـرد ترجمـة ذاتيـة‪ ،‬بـل هـو أي ًضـا د ارمـا حيـة تصـف لنـا السـبيل الشـاق الـذي‬

                                                         ‫تنتهجـه النفـس البشـرية فـي بحثهـا عـن «الخـاص» أو «النجـاة»‪.‬‬

            ‫(‪ )35‬زكريا إب ارهيم‪ :‬اعت ارفات القديس أوغسطين‪ ،‬مكتبة الأسرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1994 ،‬ص ‪.39‬‬

‫(‪« )36‬أحمـد بـن يعقـوب أبـو علـى ابـن مسـكويه» أكبـر باحـث عربـي فـي مجـال الأخـاق‪ ،‬مذهبـه الفلسـفي مزيـج مـن آ ارء‬
‫«أفلاطـون» و «أرسـطو» و «جالينـوس»؛ بالإضافـة إلـى الشـريعة الإسـامية‪ .‬ولعـل أعظـم كتبـه هـو «تهذيـب الأخـاق وتطهيـر‬
‫الأعـ ارق»‪ ،‬وقـد وضعـه لإيضـاح الطريـق إلـى السـلوك المسـتقيم‪ ،‬بعـد د ارسـة علميـة تجعـل التـ ازم هـذا السـلوك سـبيلا ميسـو ار لا‬

                                                                                                   ‫كلفـة فيـه ولا مشـقة‪.‬‬

‫(‪ )37‬ابـن مسـكويه‪ :‬تهذيـب الأخـاق وتطهيـر الأعـ ارق‪ ،‬حققـه قسـطنطين زريـق‪ ،‬منشـو ارت دار مكتبـة الحيـاة‪ ،‬بيـروت – لبنـان‪،‬‬
                                                                     ‫‪ ،1961‬المقالـة الثالثـة (الخيـر والسـعادة)‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫(‪ )38‬لعـب «برونـو» دوًار بالـغ الأهميـة فـي إعـادة صياغـة الفكـر الأوروبـي إبـان عصـر النهضـة فـي القـرن السـادس عشـر‪ .‬لـم‬
‫يكـن يؤمـن بالدعـوة القائلـة بحقيقتيـن إحداهمـا للاهـوت والأخـرى للفلسـفة‪ ،‬بـل كان يدعـو إلـى نظريـة صارمـة ذات حقيقـة واحـدة‬
‫تحتـوي فيهـا الفلسـفة وحدهـا علـى معرفـة واضحـة صريحـة بـالله والعالـم والإنسـان‪ ،‬واللاهـوت عنـده ليـس إلا أداة عمليـة للمحافظـة‬

                                                                         ‫علـى المسـيحية المسـتقرة ولتنظيـم السـلوك العـام‪.‬‬

‫‪)39(-Giordano Bruno, Cause, Principle and Unity and Essays on Magic, Translated and edited by‬‬
‫‪Richard J. Blackwell and Robert De Lucca, Cambridge University Press , 1998 , p.70 .‬‬

‫(‪ )40‬محمـد مختـار الزقزوقـي‪« :‬نيقـولا ماكيافللـى‪ ..‬د ارسـة تحليليـة محورهـا كتـاب الأميـر»‪ ،‬مكتبـة الأنجلـو المصريـة‪ ،‬القاهـرة‪،2004 ،‬‬
                                                                                                           ‫ص ‪.242‬‬

                                                       ‫(‪ )41‬توفيق الطويل‪ :‬فلسفة الأخلاق‪ ..‬نشأتها وتطورها‪،‬ص ‪.156‬‬

‫(‪ُ )42‬ينظـر إلـى‪ :‬ديـكارت‪ :‬مقـال عـن المنهـج‪ ،‬ترجمـة محمـود الخضيـري‪ ،‬م ارجعـة محمـد مصطفـى حلمـي‪ ،‬الهيئـة المصريـة‬
                                                                                  ‫العامـة للكتـاب‪ ،1985 ،‬ص ‪. 141‬‬

              ‫أي ًضا‪- John Marshall, Descartes’s Moral Theory, Cornell University Press,1998, p11.‬‬

‫(‪ )43‬يلخـص «ديـكارت» مذهبـه الأخلاقـي فـي ثـاث قواعـد هـي‪ :‬الأولـى‪ :‬أن يطيـع الإنسـان قوانيـن بـاده وأن يحتـرم عاداتهـا‪،‬‬
‫مـع الثبـات علـى الديانـة التـي نشـأ عيهـا‪ ،‬وأن يدبـر شـئونه فـي سـائر الأمـور تب ًعـا لأكثـر الآ ارء اعتـدالا‪ .‬الثانيـة‪ :‬أن يكـون أكثـر مـا‬
‫يسـتطيع ثباتًـا فـي أعمالـه‪ ،‬وأن يتجنـب الشـك والتـردد فـي سياسـته‪ .‬الثالثـة‪ :‬أن يجتهـد فـي مغالبـة نفسـه والحـد مـن رغباتـه ونزواتـه‪،‬‬
‫لا مغالبـة الحـظ أو مقاومـة القـدر؛ لأن أفكارنـا ملـك لنـا نسـتطيع أن نتحكـم فيهـا كمـا نشـاء‪ ...‬وعلـى هـذا النحـو نسـتطيع أن ننعـم‬

                               ‫بالغنـى والقـوة والحريـة وكل أنـواع السـعادة‪ .‬ديـكارت‪ ،‬مقـال عـن المنهـج‪،‬ص ص ‪.204– 199‬‬

                                                                         ‫أي ًضا‪- John Marshall, op cit , p.12.:‬‬

                                         ‫‪61‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66