Page 7 - تنوير 4-8
P. 7
لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا -المجلس الأعلى للثقافة
«الميثولوجيا الجهادية متلازمة السلطة وال ُهوية والعنف»
تأليف :صلاحسالم
عرض وتعقيب أ.د /أحمد مجدي حجازي
جـاء كتـاب “الميثولوجيـا الجهاديـة ..متلازمـة السـلطة وال ُهويـة والعنـف” فـي 310صفحـات ،فـي محاولـة
جـادة لفتـح منصـة فكريـة عقلانيـة للحـوار والمناقشـة الجـادة والمتنـورة لظاهـرة مـن الأهميـة بمـكان نظـرا
لتأثي ارتهــا علــى حيــاة البشــر ،ومواقفهــم وســلوكياتهم واتجاهاتهــم ،ليــس فقــط فــي العالــم الإســامي ،بــل
وأيضـا فـي رؤى الـدول صاحبـة فكـر “صـ ارع الحضـا ارت” و“الإسـامو فوبيـا” ،تلـك الظاهـرة التـي أظهـرت
تسـعى إلـى رصـد وتحليـل مـا حـدث فـي المجتمـع فكـ ار متقلبـا ومتأرجحـا ،شـكل اتجاهـات ماضويـة سـلفية
المصـري أعقـاب ثـورة 25ينـار 2011واسـتمرت لأربعـة وتقليديـة لـدى البعـض ،وأبـرزت كذلـك رؤى تنويريـة لـدى
أعـوام ،شـهدت بدايـة حكـم جماعـة “الإخـوان المسـلمون” آخريـن ،إنـه شـكل مـن أشـكال الصـ ارع والجـدل الفكـري
بيـن 30يونيـو ،2012ثـم سـقوطه فـي 3يوليـو ،2013 الـذي ًطـرح بيـن أصحـاب الـرؤى الأصوليـة المتزمتـة مـن
وتميـزت تلـك الفتـرة بأشـكال مـن العنـف السياسـي والإرهـاب ناحيـة ،تلـك التـي ترفـض بشـكل قاطـع لغـة الحـوار أيـا
ال ُممنهـج والسـلوكيات الإرهابيـة اللاإنسـانية التـي انتشـرت كان فيمـا هـو تقديسـي ،وبيـن أنصـار الحداثـة ال ارغبيـن
فـي أركان البـاد ،وعانـى منهـا المصريـون كافـة ،وكان مـن فـي التطويـر المعرفـي والتجديـد الثقافـي ال ُممـارس فـي
المنطقـي التركيـز علـي رصـد أبعـاد الظاهـرة ،والكشـف
الحيـاة العامـة.
عـن الإيديولوجيـة الإخوانيـة كأحـد أبـرز تمثـات الإسـام أثارت ظاهرة (الإسلام السياسي) -وما دار حولها من
السياسـي بـكل مقولاتـه ال ارئجـة حـول“ :الخلافـة الشـرعية”، لغـط ومغالطـات وأسـاطير وتناقضـات -اهتمـام الكاتـب،
و”الهويـة المغلقـة” ،و”الجهـاد الحربـي” ،تلـك التـي تشـكلت ممـا جعلـه يخصـص لهـا مقـالات وُيصـدر كتابـات خاصـة
فـي بنيـة مـن الأسـاطير ،وهـو مـا دفـع الكاتـب ،الغيـور بعـد حادثـة 11سـبتمبر ،2001تلـك الحادثـة التـي أثـارت
علـى الوطـن ،إلـى مـا يمكـن أن نسـميه بــالقلق الوجـودي الكثيـر مـن الجـدل وإطـاق الاتهامـات للديـن الإسـامي،
-إن صـح التعبيـر – ممـا أفضـى إلـى تخصيـص كتابـات وأبـرزت الخـاف بيـن الإسـام والغـرب ،وألصقـت الإسـام
أكثـر تعمقـا بهـدف المتابعـة لظاهـرة الأصوليـة ،والإسـام بالعنـف ،وجـددت السـجالات الصاخبـة حـول مقولـة صـ ارع
السياسي ،فعمل علي إصدار كتابين ،ظهر الكتاب الأول الحضـا ارت التـي أطلقهـا “صامويـل هنتنجتـون” .ولم تتوقف
بعنوان:ى“تفكيـك العقـل الأصولـي ..النزعـات الجهاديـة”، الحـرب الضـروس علـى الإسـام فـي الفضـاء الغربـي بـل
تنـاول فيـه الأسـاطير الرئيسـية الثـاث :السـلطة والهويـة امتـد إلـى مصـر ،حيـن حدثـت أشـكال أخـرى أكثـر عنفـا،
والعنـف ،وهـي د ارسـة مقارنـة بيـن اليهوديـة والمسـيحية حيـث اندلعـت عاصفـة “الربيـع العربـي” ،التـي سـرعان مـا
والإسـام .وعالـج الكتـاب الثانـي “كهـف التأسـلم.. صـارت حربـا تلونـت بشـتى الأطيـاف الأصوليـة المتزمتـة.
الجـدل السـني الشـيعي حـول السـلطة والهويـة والعنـف”. وفـي هـذا السـياق الزمنـي ،تقـدم السـيد الكاتـب بمحاولـة
واسـتكمالا لفهـم وتفسـير الأصوليـة بصـورة موسـعة وبعمـق
تحليلـي أكاديمـي متعمـق ،طـرح السـيد الكاتـب الكتـاب أكاديميـة تحليليـة
7

